تقنيات الاستشعار عن بعد ونظام GIS في اختيار المواقع الأفضل باللاذقية للإيواء من الكوارث- ازدهار علي


تقنيات الاستشعار عن بعد ونظام GIS
في اختيار المواقع الأفضل باللاذقية للإيواء من الكوارث

ازدهار علي
أعاصير وفيضانات وزلازل ,كوارث طبيعية تضع العالم في حالة ترقب وحذر دائمين تحسباً للمخاطر التي يمكن أن تلحق بالبشرية في حال وقوعها المفاجئ ...

ولما كان العلم اليوم يمتلك تقانات تتيح إمكانية إتخاذ تدابير احترازية تحمي الإنسان وممتلكاته من الموت والخراب بآن واحد . فلماذا لا نلجأ إليه ? ..‏

في هذا السياق أنجز فرع الهيئة العامة للاستشعار عن بعد في المنطقة الساحلية . دراسة عملية على غاية من الأهمية حول اختيار مواقع إيواء تكون أكثر أماناً في حال حدوث فيضان مياه سد 16 تشرين علماًً أن الفيضان يبقى في خانة التوقعات ليس إلا .....‏

ونظراً لأهمية هذه الدراسة التقينا مدير الهيئة في المنطقة الساحلية الجيولوجي عيسى علي الذي تحدث عن تفاصيل الدراسة ومراحل العمل والنتائج عبر الآتي :‏

سيناريوهات الكوارث‏

يقول الجيولوجي علي :‏

تعد طرق الاستشعار عن بعد والنظم الرافدة له مثل نظام المعلومات الجغرافي GIS ونظام تحديد المواقع الجغرافية GPS من أهم التقنيات المستخدمة للحصول على المعطيات والبيانات وتحليلها بهدف خدمة العديد من التطبيقات و لاسيما أن هذه التقانات تتميز بالشمولية وسرعة الحصول عليها وإمكانية المراقبة الدورية لمعرفة أهم التغيرات الطارئة نتيجة ظروف طبيعية أو إمكانية توقع سيناريوهات لكوارث قد تحدثها فيضانات ناتجة عن أمطار غزيرة أو تسرب مياه سد ما أو مد بحري ( تسونامي ) ومن خلال هذه السيناريوهات يمكن التوصل إلى توصيات في غاية الأهمية ... وهذا ما قامت به الهيئة العامة للاستشعار عن بعد - فرع المنطقة الساحلية - في دراسة أجرتها حول تحضير واختيار مواقع إيواء تكون أكثر أماناً في حال حدوث غمر مياه فيضان 16 تشرين ...‏

وقد شملت الدراسة المنطقة الواقعة إلى الشرق من مدينة اللاذقية ما بين بوقا والمشيرفة واقتراحها منطقة للايواء في حال الكوارث إذ نفذت سيناريوهات على طول سرير النهر الكبير الشمالي لتحديد المواقع التي تتعرض لغمر مائي في حال حدوث الفيضانات ولذا كان لا بد من ربط كمية المياه المتواجدة في السد مع حجم ومساحة سرير النهر والارتفاع الطبوغرافي للمناطق الأكثر أماناً ...‏

مراحل العمل‏

وحول مراحل عمل الدراسة أوضح الجيولوجي عيسى أنه بعد جمع المعلومات من صور فضائية وخرائط ومخططات وبيانات نفذت الأعمال التالية :‏

1-
تفسير الصور الفضائية ETM و لاسيما تلك التي تتعلق بالمعطيات الجيولوجية وتحديث البنية التحتية ( طرق , تجمعات سكانية , مرافق وغيرها ...) .‏

2-
ترقيم الخرائط والمخططات بما فيها الأساس الطبوغرافي بدءاً من جسم السد وسرير النهر وانتهاء برافده والمنطقة المجاورة له ...‏

3-
ترقيم شبكة المسيلات المائية , ومجرى النهر والمسيلات الفرعية والثانوية وإسقاطها على مخطط DEM ...

4-
موافقة التجمعات السكانية المجاورة لسرير النهر والواقعة على التلال المجاورة له ...‏

5-
وضع مجسم الارتفاعات ثلاثي الأبعاد لمنطقة الدراسة .‏

6-
وضع جدول تقريبي لمساحات الأراضي عند خطوط الارتفاعات ( 10-20-30-40 م) عن سطح البحر .‏

7-
تحديد أحجام هذه المناطق بما يتناسب مع كمية المياه المحتمل تجمعها ..‏

8 -
وضع سيناريو اولي في حال حدوث فيضان من جسم السد لكل مياه السد تحسباً للخطر في حده الاعظمي والذي يمكن أن يلحق بالمنطقة , وتوضح الدراسة الهيدرولوجية كمية المياه المتدفقة والمتجمعة في حال الفيضان مع الأخذ بعين الاعتبار مساحة الحوض وميله العام والذي يؤثر بشكل فعال على سرعة الجريان , للتوصل إلى تقدير المساحة التي يحتمل تعرضها لغمر المياه , وتحديد موقع ومساحة المناطق المتضررة بالكامل والمناطق الأكثر تعرضاً للخطر ..‏

9 -
وضع سيناريو يوضح المناطق الخطرة جداً والتي تقع ضمن السرير وينقص ارتفاعها عن 40 م باستثناء المنطقة التي تقع بين جسم السد إلى قرية جبريون , أي يتراوح ارتفاعها من 40 إلى 70 م وهي منطقة الجريان السريع والقليل العرض والأكثر خطورة ..‏

10-
وضع مخطط نهائي يوضح المناطق المصنفة حسب خطورتها وتعرضها للغمر بدءاً من جسم السد وانتهاء بالمصب ..‏

11-
بعد تحديد المناطق حسب خطورتها يصبح بالإمكان التحرك ميدانياً وحقلياً لاختيار مواقع أفضل للايواء تراعي غمر المياه ومجموعة عوامل منها الجيولوجية والطبوغرافية والبعد عن التجمعات السكانية وسهولة الوصول اليها من خلال توفر الطرق وقربها من مدينة اللاذقية ...‏

12 -
اختيار مواقع الأمل المقترحة مناطقاً للإيواء من خلال الشرائح السابقة كي يتم تدقيقها حقلياًً حيث تمت مراعاة طلب مديرية الدفاع المدني التي اقترحت موقعي بوقا وبسنادا للايواء , لكن تم تعديل الاقتراح ليشمل أيضاً سقوبين والمشيرفة .‏

13-
إجراء تدقيق حقلي للمواقع المذكورة أعلاه للتأكد من توفر الشروط المناسبة في تسميتها كمناطق للايواء وذلك باستخدام جهاز » GPS « حيث تم اختيار 6 مواقع إيواء تنتشر من الارتفاع الطبوغرافي الأصغري 47 م فوق سطح البحر وتبدأ من بوقا وحتى المشيرفة ... وسلمت هذه المواقع أصولاً إلى مديرية الدفاع المدني ..‏

النتائج‏

تم تنفيذ مشروع اختيار المواقع الأفضل للايواء من الكوارث في اللاذقية بإستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد والنظم الرافدة له هذه الأعمال مجتمعة أعطت نتائج متميزة في مشروع نوعي نفذه فرع الهيئة العامة للاستشعار عن بعد في المنطقة الساحلية رغم تقيد الدراسة بمنطقة محددة من قبل مديرية الدفاع المدني باللاذقية صاحبة المشروع . إلا أن توسيع هذه المنطقة لتشمل سقوبين والمشيرفة أفضى إلى نتائج متميزة من حيث الآتي :‏

1-
اختيار 6 مناطق إيواء منتشرة على طريق بوقا - المشيرفة ..‏

2-
توزع جغرافي مناسب لهذه المواقع ابتداء من 45 م فوق سطح البحر حتى 200 م .‏

3-
توفر الطرق الرئيسية والفرعية لتخديم هذه المناطق .‏

4-
عدم وجود تجمعات سكانية ومنشآت معوقة للعمل في المناطق المختارة.‏

5-
توفر مصادر مائية سطحية قريبة من المناطق المختارة .‏

6-
تم تحديد المناطق المختارة بشكل يناسب الوضع الجيولوجي العام البعيد نسبياً عن خط فالق اللاذقية - كلس ..‏

7-
الوضع الجيومورفولوجي اللطيف للمناطق المختارة مناسب لإنشاء أكبر عدد من الخيم اللازمة تحسباً لحالة الطوارىء .‏

أخيراً :‏

أكد الجيولوجي عيسى علي أن الاحتياط واجب وكلنا أمل أن لا نحتاج لتنفيذ بنود هذا المشروع ..‏
============================
لتحميل الملف كاملاً: اضغط هنا

ليست هناك تعليقات:

اضف تعليقك