تقويم كفاءة خدمة التعليم الابتدائي في مدينة بعقوبة باعتماد نظم المعلومات الجغرافية- أ.د. مضر خليل العمر- د. صلاح عبد الحميد صالح- أزهار سلمان هادي


تقويم كفاءة خدمة التعليم الابتدائي
في مدينة بعقوبة باعتماد نظم المعلومات الجغرافية [1]
ا.د. مضر خليل العمر              د. صلاح عبد الحميد صالح         أزهار سلمان هادي
كلية التربية –ديالى                   وزارة العلوم والتكنلوجيا          مدرية التربية- ديالى
مقدمة
        التعليم احد اهم الخدمات الاساسية الواجب توفرها لسكان المدينة وتأتي بالمرتبة الثانية بعد الخدمة الصحية من حيث اهميتها ، والتعليم الابتدائي يأتي في مقدمة مراحل التعليم اهمية لكونه القاعدة الاساسية التي تُبنى عليها مراحل التعليم اللاحقة كما انها تضم فئة من الاعمار تشكل نسبة كبيرة من السكان مقارنة بمراحل التعليم الاخرى  ، لذا فانه من الاهمية الاعتناء بهذه الخدمة والتخطيط لها ومتابعتها ،  لقد ساعد التطور التقني على توفيراساليب حديثة في التخطيط ، فكانت نظم المعلومات الجغرافية التي استخدمت للتخطيط في كافة المجالات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية . من هذه الاهمية جاء البحث تقويم خدمة التعليم الابتدائي باعتماد نظم المعلومات الجغرافية .  
نظم المعلومات الجغرافية(Geographic Information Systems )
         أن المعلومات هي مورد وطني هام لابد من الاهتمام بها والاعتماد عليها في عملية التنمية واتخاذ القرار ، فاستغلال الموارد الطبيعية في عملية التنمية لم يعد كافياً ، إذ لابد من استغلال المعلومات بصورة صحيحة للوصول إلى القرار السليم في أدارة المال والموارد و ما يلزم ذلك من خططا ًستراتيجية تعتمد على معلومات كمية من جميع القطاعات العامة والخاصة . أن تكلفة قرار مدروس اقل بكثير من الخسارة التي تحصل نتيجة القرارات غير المدعمة بمعلومات دقيقة ، في حين أن القرارات الناجحة تكون دائماً نتيجة دراسات مستفيضة ترتكز على معلومات دقيقة وصحيحة ومن هذا المنطلق جاءت أهمية بناء نظم معلومات سكانية صحية ، جغرافية ، إدارية على مستوى المدينة والإقليم ، بحيث تشكل فيما بعد مجتمعة نواة لنظام معلومات وطني متكامل  (www.scs.syria.org/seminar2003/mourad).
        ونظم المعلومات الجغرافية كماعرفها (Dueker 1979) بأنها حالة من نظم المعلومات تحتوي على قواعد بيانات تعتمد على دراسة التوزيع المكاني للظواهر والأنشطة والأهداف التي يمكن تحديدها في المحيط المكاني مثل النقاط والخطوط والمساحات ، إذ تقوم نظم المعلومات الجغرافية بمعالجة البيانات المرتبطة بتلك النقاط أو الخطوط أو المساحات لجعل البيانات جاهزة لاسترجاعها من أجل تحليلها أو الاستعلام عن بيانات من خلالها (عزيز،2000،ص22). ويمكن تعريفها بأنها  نظم حاسوبية لجمع ،  وخزن وتحليل كم هائل من المعلومات لكافة الظواهر على سطح الأرض الطبيعية منها والبشرية تُمكن من خلالها المسؤولين من مخططين وصانعي القرارات من اتخاذ القرارات المناسبة لمعالجة المشاكل والأزمات ، والحالات الطارئة والتهيؤ لها قبل حدوثها .
       توفر برامجيات نظم المعلومات الجغرافية عدة وظائف لمعالجة وتحليل البيانات المكانية والتي من الممكن الاستفادة منها في تقيم كفاءة خدمة التعليم الابتدائي منها:- 
1- استرجاع المعلومات (Information Retrieval):-
       يستطيع المستخدم الحصول على المعلومات الخاصة بمعلم من معالم الخريطة من نظم ادارة قواعد البيانات الذي يحتفظ بتلك المعلومات ، وذلك بالنقر على ذلك المعلم. وما يزيد من اهمية نظم المعلومات الجغرافية قدرتها على إنشاء تقارير مخصصة بالمعلومات التي يسترجعها المستخدم (cadmagazine.com)
2- لغة الاستفسار (Query Language):-
      يدخل هذا النوع من الوظائف في ضمن احد مميزات نظم المعلومات الجغرافية إذ يمكن اجراء الاستفسارات الآتية:-
أ- اختيار عنصر معلوماتي معين :- تحتوي نظم المعلومات الجغرافية على قواعد معلومات ضخمة ، لذلك فأنه من الضروري توفير إمكانية البحث والاستفسار فيها عن عنصر معلوماتي.
ب- إمكانية إجراء عمليات خاصة لتوضيح العلاقات(Relational Operation) بين المعلومات وذلك باستعمال العلاقات الرياضية <=،=>،<>.
ج- إمكانية إجراء عمليات رياضية (Mathematic Operation) على البيانات العددية وذلك باستعمال احدى العلاقات (=،- ،+،*،%) للحصول على نتائج مميزة (عزيز ،2000،ص82)
3-اتخاذ قرارات افضل
       القول المأثور (أفضل المعلومات تقود الى افضل القرارات) ينطبق على الـ(GIS) . فبعد أن تّم استعراض بعض إمكانيات الـ(GIS) فلم يعد نظام اوتماتيكي لاتخاذ القرارات ، ولكن اداة للتساؤل والتحليل ورسم خرائط بيانات لدعم عملية صنع القرار. على سبيل المثال يمكن لنظم الـ(GIS) أن تستخدم للمساعدة في الوصول الى قرار حول موقع لبناء مدرسة جديدة  ، إذ تكون المعلومات معروضة باختصار وبوضوح على شكل خارطة وتصاحبها تقارير والتي تسمح لصانعي القرار أن يركزوا على اصدار قرار حقيقي (www.gis.com).
واقع خدمة التعليم الابتدائي في مدينة بعقوبة
        بلغ عدد المدارس الابتدائية في محافظة ديالى (733) مدرسة في العام الدراسي(2003-2004 وبلغت نسبة المدارس الابتدائية في المدينة (9.550٪) من مجموع المدارس الابتدائية في المحافظة و (31.25٪) من مجموع مدارس القضاء وكانت نسبة التلاميذ فيها(5.943٪) من مجموع تلاميذ المحافظة و (39.578٪) من مجموع تلامذة القضاء  ، وقد كانت نسبة الملاك التعليمي فيها( 14.829٪) من مجموع الملاك في المحافظة و(42.118٪) من المجموع في القضاء , أما نسبة الشعب الدراسية فقد كانت (12.642٪)من مجموع الشعب في المحافظة و( 36.798٪)من المجموع في القضاء.
       يستنتج من ذلك أن المدينة قد حظيت بنسب عالية في مجال خدمة التعليم الابتدائي مقارنة مع المحافظة و القضاء , وذلك لأنها مركز المحافظة الاداري، ومركز القضاء في الوقت نفسه وبالتالي فهي تمتاز بمركز ثقل سكاني مقارنة بالمدن الأخرى في المحافظة وهذا بدوره ينعكس على حجم الخدمة المقدمة للسكان فتكون اكثر عددا ممّا في المدن الاخرى في المحافظة .
        ومن خلال مقارنة متغيرات خدمة التعليم الابتدائي في المدينة مع لمحافظة والقضاء من خلال المؤشرات التربوية يتضح ما يأتي:-          
1- ان حصة المدرسة الواحدة من التلاميذ في محافظة ديالى للعام الدراسي 2003-2004 بلغت (296) تلميذ/مدرسة وهي أقل من المعيار التربوي نسبة تلميذاً/مدرسة (360) (حسام الـ طعمة ، 1998، ص82)[2] في الوقت الذي بلغت فيه هذه الحصة (391) تلميذاً/مدرسة في قضاء بعقوبة بينما نجد حصة المدرسة الواحدة في مدينة بعقوبة (495) تلميذاً/مدرسة، ونستنتج من ذلك أنّ المدينة تواجه ارتفاعاً في معدل عدد التلاميذ/مدرسة ممّا يشكل ضغطاً على المدرسة أكثر من طاقتها الاستيعابية . مما له انعكاسية على العملية التعليمية والتربوية والحاجة الى الادامة المستمرة للمباني.
2- اما مؤشر تلميذ/ معلم للمدرسة الابتدائية في محافظة ديالى للعام الدراسي (2003-2004) فقد بلغ (17) تلميذ/معلم بينما نجد هذا المعدل في القضاء قد بلغ (20) تلميذاً/معلم وفي المدينة بلغ (18) تلميذاً/معلم وهذا المؤشر وان كان قضاء بعقوبة قد سجل ارتفاعاً قليلاً فيه إلاّ ان جميعها تشير إلى كفاية تقترب من المعيار التخطيطي تلميذ/معلم(18)
3- وكان مؤشر تلميذ/ شعبة في محافظة ديالى عام (2003-2004) م (31) تلميذاً/شعبة بينما نجد هذه النسبة قد ارتفعت في قضاء بعقوبة لتصل الى (37) تلميذاً/شعبة وفي المدينة وصل الى (38) تلميذاً/ شعبة ، وبذلك تكون هذه النسب قد سجلت ارتفاعا عند مقارنتها بالمعيار التربوي (30 ) تلميذ/شعبة .
    ويستنتج من ذلك ان مدينة بعقوبة وبالرغم من حصولها على نسب عالية من مقدار خدمة التعليم الابتدائي سواء على مستوى القضاء أو المحافظة إلاّ أن مؤشراتها التربوية قد ارتفعت عن المعيار التخطيطي وخصوصا نسبة
تلميذ /مدرسة ونسبة تلميذ/ شعبة وهذا يعكس مدى الضغط الكبير على هذه الخدمة وذلك نتيجة لزيادة عدد سكان المدينة فهناك حاجة الى التوسع في بناء مدارس جديدة.
المتغيرات التعليمية
1-اعداد المدارس الابتدائية
      بلغ عدد المدارس الابتدائية في مدينة بعقوبة للعام الدراسي(2003- 2004)م (70) مدرسة منتشرة في احياء المدينة ينظر خارطة(1) , بواقع (20) مدرسة للبنين و(17) مدرسة للبنات و(33) مدرسة مختلطة ويلاحظ أن حي التحرير الاولى قد حظي بأعلى عدد من المدارس وبواقع (11) مدرسة , وذلك يعود لضخامة العدد السكاني فيه ، وجاء حي المفرق بالمرتبة الثانية وبواقع (7) مدارس، أما أحياء التحرير الثانية واليرموك الثانية وبعقوبة الجديدة فجاءت بالمرتبة الثالثة وبواقع (6) مدارس في الحي الواحد، وحي اليرموك الاولى بالمرتبة الرابعة وبواقع (5) مدارس ، ثم أحياء المعلمين والتكية الاولى والتكية الثانية وحي المصطفى بالمرتبة الخامسة وبواقع (4) مدارس في كل حي ، وبالمرتبة السادسة جاء حي السراي وحي حطين بواقع (3) مدارس ، اما احياء المجمع الصناعي و وحي شفته فكانت بالمرتبة السابعة وبواقع مدرستان في كل منها ، وبالمرتبة الاخيرة جاء الحي الصناعي وأم العظام وحي العبور والسوامرة وبواقع مدرسة واحدة لكل منهما وذلك لكونها مناطق ذات اعداد قليلة من السكان .               وباعتماد برنامج ArcView فأنه عند مزج خارطة الكثافة السكانية للمدينة مع خارطة مواقع المدارس وعدد التلاميذ فيها يمكن تفسير الكثير من الظواهر التربوية وتتضح الحاجات التعليمية التي على المخطط التربوي والعمراني ان يأخذها بالحسبان . وكذلك عند تأشير أيّة مدرسة عندها يظهر جدول يضم معلومات تفصيلية عن تلك المدرسة من حيث البناء ، التلاميذ، المعلمين وغيرها . كما يمكن استقصاء الحاسبة لتحديد المدارس التي يزيد عدد تلاميذها عن حد (عدد) معين . وبهذا يكون البرنامج وقاعدة البيانات خير عون لشعبة التخطيط في مديرية تربية ديالى . كما موضح في شكل(1)


[1] بحث مستل عن رسالة ماجستير قدمتها ازهار سلمان الى كلية التربية في جامعة ديالى لنيل شهادة الماجستير تحت اشراف أ.د مضر خليل العمر ود. صلاح عبد الحميد صالح .
[2] لم تتمكن الباحثة من الحصول على المعايير التربوية من مصادرها الاصلية لذا اعتمدت ما ورد في بحوث سابقة . 
============================
لتحميل الملف كاملاً: اضغط هنا

ليست هناك تعليقات:

اضف تعليقك