البيانات المكانية: إدخالها. توثيقها. تخزينها. وإخراجها - ترجمة: محمود عبد الرحمن محمود


يعد بناء قاعدة بيانات جغرافية من مدخلات مكانية مهمة مضنية. فالبيانات الجغرافية الخام متاحة في أنساق عدة سواء تناظرية أو رقمية. مثل الخرائط والصور الجوية والمرئيات الفضائية أو الجداول. وهناك ثلاث طرق فريدة ولكنها غير تبادلية (لا يمكن استبدال احدها بالأخري) لانشاء قاعدة بيانات جغرافية:
1.                   جمع البيانات في شكل رقمي من مزود بيانات
2.                   ترقيم بيانات تناظرية موجودة
3.                   تنفيذ مسح رقمي لشخص ما

وفي كل الحالات. يجب أن تسجل البيانات جيومترياً إلي نظام إحداثي معرف بشكل صحيح ومتفق عليه بشكل عام. سواء كانت البيانات في صورة رقمية أو تناظرية. فالبيانات يجب أن تحول غلي هيكل داخلي لقاعدة البيانات المستخدمة من خلال نظم المعلومات الجغرافية الحالية, ومع مجموعات البيانات الموجودة يتضمن هذا استخدام أنساق تبادل معيارية بين النظم المزودة والعميلة, بينما البيانات الأصلية التي تكون في شكل تناظري فتسجل إحداثيات مدخلاتها باستخدام أجهزة مثل جهاز الترقيم, الماسح الإلكتروني, أو الإستريوسكوب, وعندما يتم جمع البيانات يجب أن نتحقق من الأخطاء التي تخص القيم وأخطاء التوقيع locationing, وتقدم معظم نظم المعلومات الجغرافية أدوات تساعد علي تحرير البيانات لهذا العمل, أيضاً يجب ربط القيم الوصفية بمكونات قاعدة البيانات, ويتضمن ذلك بناء روابط بجداول علائقية أو ملفات إكسيل. وبالنسبة للتفاصيل الضرورية التي تخص أصل البيانات وتفاصيل أخري مهمة, فهي تخزن في ملفات تصف هذه البيانات وتسمي ب"ما بعد البيانات" (metadata).
بالنسبة لقواعد البيانات الجغرافية الكبيرة فليس من الضروري تخزينها في جهاز حاسوب واحد, ولكن قد يتم توزيعها علي شبكة يصل لها مستخدمون عدة, ومن المهم تخزين قاعدة البيانات الجغرافية بشكل آمن لأن كثيراً من الجهد يبذل عند إنشاءها, وتقدم الوسائط المغناطيسية والليزرية تخزين للبيانات لعمل نسخ احتياطية وتوزيع منتجات البيانات, وكل أو جزء من قواعد البيانات المكانية يمكن عرضها بشكل سريع علي شاشات كمبيوتر او نسخ ورقية أو أفلام.

مصادر البيانات الجغرافية
إن بناء قواعد البيانات الجغرافية عملية معقدة, والتي قد تتضمن جمع البيانات, توثيقها, وعمليات هيكلة, ولأن البيانات الجغرافية الخام متاحة في أنساق عدة سواء تناظرية أو رقمية, مثل الخرائط, الصور الجوية, المرئيات الفضائية, الجداول, فان قواعد البيانات المكانية يمكن بنائها بطرق عدة ليست تبادلية وهي:
·                           جمع البيانات في شكل رقمي من مزود بيانات
·                           ترقيم بيانات تناظرية موجودة
·                           تنفيذ مسح لمدخلات جغرافية لشخص ما
·                           توليد أسطح مستمرة surfaces من نقاط رصد

وفي كل الحالات, فالبيانات يجب أن تسجل جيومترياً الي نظام إحداثي معرف بشكل صحيح ومقبول بشكل عام, ومكود بشكل يسهل تخزينه بالهيكل الداخلي لقاعدة البيانات المستخدمة, والنتيجة المرغوبة يجب أن تكون قاعدة بيانات كاملة وشائعة تدعم عمليات نمذجة وتحليل لاحقين.
بالنسبة لأشخاص كثيرين, فان أكثر مصادر البيانات الجغرافية شيوعاً هي الخرائط الورقية, أو الخرائط الطبوغرافية الرقمية, أو الخرائط الموضوعية وهي تمثيل شكلي لتوزيع ظاهرات مكانية, وترسم هذه الخرائط تبعاً لمقياس معين, وتوضح خصائص المدخلات باستخدام رموز معينة أو بالتلوين, ويتم تحديد مواقع المدخلات علي سطح الأرض بواسطة نظام إحداثي متوافق عليه.
وتقدم الصور المشتقة من مصادر الاستشعار من بعد الرقمية والبصرية الملحقة بالطائرات والأقمار الصناعية معلومات مكانية عبر مستويات متعددة من دقة التفريق المكانية والزمنية (انظر شكل 4.1) وبالنسبة للصور الجوية الاستريوسكوبية فهي صور تناظرية متداخلة, ذات تطبيقات متعددة, وتشمل إنشاء خرائط طبوغرافية, وخرائط تعامدية orthophotoes من خلال علم التصوير الجوي photogrammetry (انظر شكل 5.1) وتعد هذه الصور مصدر رئيسي للبيانات يستخدمها البشر في عمليات التفسير, وصنع الخرائط الجيولوجية, التربة, النبات, والغطاء الأرضي, وهي أيضاً وثائق خلفية قيمة لوضع بيانات مكانية أخري في محتواها الجغرافي الصحيح, ويقدم كل من علم التصوير الجوي الرقمي وإنشاء الخرائط التعامدية بيانات عن ارتفاع التضاريس وعن الغطاء الأرضي land cover مباشرة في شكل رقمي بدون الحاجة الي تحويلها من وثائق ورقية تناظرية.

نظم الاستشعار من بعد
الاستشعار من بعد هو علم جمع البيانات عن كائن ما بدون الاتصال به. وهذا يتضمن اكتشاف وتسجيل قيم الإشعاع الالكترومغناطيسي المنبعثة أو المنعكسة (الطاقة المنبعثة من كل الأجسام والتي لها درجة حرارة أكبر من -273 سيليزيوس) باستخدام المستحثات الموجودة علي سطح الطائرات والأقمار الصناعية.
تسجل البيانات كمية الإشعاع المنبعثة أو المنعكسة من الظاهرات الموجودة علي سطح الأرض والتي تكون إما في شكل تناظري (كما في الصور الجوية) أو في شكل رقمي, وبالنسبة للأخيرة فان البيانات تسجل كمجموعة من الخلايا (الخلية هي عنصر الصورة) كل منها له قيمة تمثل الإشعاع المكتشف أو الذي سجله المستحث من المنطقة علي سطح الأرض التي تغطيها تلك الخلية. وتسجل النظم البسيطة فقط قيمة منفردة لكل من عدد محدد من نطاقات الطول الموجي (نطاق الأطوال الموجية للإشعاع الالكترومغناطيسي) والتي اختيرت لتعطينا أكثر المعلومات الممكنة عن جانب معين من سطح الأرض كالنبات, الصخر ومعادن التربة, والمياه. فعلي سبيل المثال, مساحات القمر الصناعي الفرنسي SPOT تسجل قيم لأربع أطوال موجية (باند1".5-.6 مم", باند2".6-.7 مم", باند3 ".7-.8 مم", باند4 ".8-1.1 مم") ولكي نكون قادرين علي اكتشاف الاختلاف في المياه, النبات, والصخور, فان المساحات متعددة الأطياف multispectral والتي في تطور الآن, تسجل أطياف مستمرة لكل خلية ومن ثم تعطينا كمية ضخمة من البيانات.
بالنسبة للقدرة التفريقية المكانية, أو المساحة التي تغطيها خلية واحدة, تعتمد علي ارتفاع المستحث, الطول البؤري للعدسة, الطول الموجي للإشعاع, وخصائص ملازمة للمستحث ذاته.
يتباين حجم الخلية من كيلومتر مربع من البيانات التي تسجلها أقمار المناخ الي سنتيمترات مربعة قليلة بالنسبة للمستحثات عالية الدقة التي تعتمد علي الطائرات.
وتتأثر البيانات التي تجمعها نظم الاستشعار من بعد بظروف الغلاف الجوي وعد استواء المنصة, مثل الميل والانحراف.
ونحتاج غلي تصحيحات هندسية وإشعاعية سابقة لإدخال البيانات إلي نظم المعلومات الجغرافية لنقلل هذه التشوهات. ويمكن تحسين المظهر المرئي لهذه الصور الفضائية من خلال زيادة التناقض اللوني contrast أو من خلال مط نطاق مستويات اللون الرمادي أو مط نطاق الألوان المستخدمة contrast stretching. ومن خلال اكتشاف الحواف لجعلها أسهل في التعرف علي الظاهرات المكانية.

تفاصيل عن مسقط مركيتور المستعرض.
·                           يستخدم مسقط مركيتور المستعرض المجسمات الناقصة التالية. أولاً المسقط الكروي الدولي.  كلارك 1866 (أفريقيا). كلارك 1888 (أمريكا الشمالية). إيفرست. و إيسيل (مولن1992).
·                           المسقط هو إصدار آخر من مركيتور المستعرض وهو ما يسمي بالإصدار جوس-كروجر.
·                           يعمل بالمسقط فقط لصنع الخرائط فيما بين دائرتي عرض 84 شمالا و 80 جنوبا.
·                           وحدة القياس هي المتر.
·                           يقسم مسقط مركيتور المستعرض العالم من الشرق الي الغرب الي 60 نطاق من خطوط الطول. كل نطاق عرضه 6دوائر. وترقم النطاقات من الغرب إلي الشرق بادية من رقم 1 والتي حدها الغربي خط طول 180.
·                           يقسم مسقط مركيتور المستعرض العالم من الشرق الي الغرب الي 60 نطاق من خطوط الطول. كل نطاق عرضه 6دوائر. وترقم النطاقات من الغرب إلي الشرق بادية من رقم 1 والتي حدها الغربي خط طول 180.
·                           يقسم مسقط مركيتور المستعرض العالم من الشمال إلي الجنوب إلي 20 نطاق من دوائر العرض تبدأ عن خط الاستواء. وارتفاع النطاق 8 دوائر. فيما عدا النطاقات بأقصى الشمال وأقصي الجنوب والتي يبلغ ارتفاعها 12 دائرة عرض.
·                           كل نطاق له نظام إحداثي خاص به
·                           تأخذ شرقيات اصل كل نطاق الرقم 500000 م . بالنسبة لنصف الكرة الجنوبي فان خط الاستواء يأخذ القيمة 1000000. وبالنسبة لنصف الكرة الشمالي فان القيمة الاستوائية 0.

هناك ثلاث طرق رئيسية لإسقاط الموقع من مجسم ناقص إلي سطح مستو. والمسماة بالمساقط الاسطوانية. المساقط المتعامدة. والمساقط المخروطية (مولن 1892). ويعد أفضل مستخدم يعتمد علي الموقع المعين علي سطح الأرض. ووجد علماء رسم الخرائط بأن المساقط الاسطوانية هي الأفضل لأراضي بين المدارين. والمساقط المخروطية هي الأفضل لدوائر العرض الخاصة بالاعتدالين, بينما المساقط المتعامدة هي الأفضل للمناطق القطبية.
ويعد المسقط الأكثر شيوعاً واستخداماً المسمي بمسقط مركيتور المستعرض (UTM) وقد طوره الجيش بالولايات ا المتحدة في أواخر أربعينيات القرن العشرين وهو الآن معيار عالمي لرسم الخرائط الطبوغرافية والتحويل بين البيانات الرقمية.

مستويات الأساس
يتم تنسيب/ إرجاع كل بيانات الارتفاعات إلي مستوي متوسط سطح البحر السنوي. وهذا المستوي ليس ثابت بالطبع عبر العالم أجمع. ويمكن أن يختلف بمقدار بعض الأمتار من جانب من قارة ما عن الجانب الآخر منها (مثلا علي طول قناة بنما). ولقد عرفت كل وكالات رسم الخرائط القومية (NMAs) مستويات مرجعية أساسية لتناسب ظروفها. ولكن المشكلة بالنسبة للدراسات الدولية هي أن الدول المتجاورة قد يكون لها معايير مختلفة بشكل كبير.

الإرجاع الجغرافي ونظم المعلومات الجغرافية
من الضروري لنظم المعلومات الجغرافية والتحليل المكاني أن يتم إرجاع كل البيانات إلي نفس النظام الإحداثي. فعند العمل بداخل قارة واحدة فقد يتبنى الفرد عادة التقاليد المعروفة بالإسقاط بشكل عام ولكن عند بناء بيانات متعددة الدول فمن المهم جداً أن نتأكد بوجود معادل عابر للحدود لمساقط القطع الناقص ولمستوي الأساس.

الإرجاع الجغرافي للبيانات الخام
عند التطبيق عملياً. فان الماسحة الحقلية والأرضية يتم إرجاعها بطرق عديدة. ومن خلال نقاط التثبت الحقلي التي نحتاجها لتوقيع الصور الجوية والمرئيات الفضائية بشكل صحيح. ويتم مسح حدود قطع الأراضي للنظم المساحية بدقة علي الأرض باستخدام أجهزة الثيوديليت التي تعمل بالليزر. كما هو الحال في مواقع البنية التحتية والخدمات (الطرق. الكهرباء. خطوط التليفون. الغاز, المياه. أنابيب الصرف). ويتم ربط مصادر البيانات السكانية والبيانات الاجتماعية الاقتصادية مثل قطع الأراضي بوحدات حقيقية معرفة طبوغرافياً بشكل أقل دقة كما هو بالنسبة للإرجاع المكاني الأساسي. ويتم استخدام نفس المنهج بالنسبة للبيانات التي تم جمعها من خلال هيئات إدارية أو مجالس البلديات المحلية.وعند عمليات المسح مثل تلك المستخدمة في أبحاث السوق. أو تلك المستخدمة لجمع معلومات عن المستهلك مثل الرمز البريدي للمنطقة (zip code) نفس المنهج هذا يستخدم للإشارة إلي مواقع البيانات المسجلة. أما بالنسبة لمسوح المواقع الجغرافية للعالم الطبيعي فيتم تسجيلها عادة في شكل خطوط طول ودوائر العرض أو بالاعتبار للمسقط national grid
الإرجاع الجغرافي باستخدام الجي بي اس
أصبحت مشكلة تحديد وتسجيل مواقع النقاط الجغرافية للبيانات سهلة من خلال تطوير جهاز جي بي اس والذي يستخدم بشكل متزايد  في أنواع عديدة من تطبيقات جمع البيانات. والذي بالتماشي مع حاملات البيانات. هذه الأدوات قادرة علي تحديد المواقع الجغرافية والارتفاعات بدرجات مختلفة من الدقة علي أي منطقة من سطح الأرض باستخدام عمليات التثليث الهندسية بالاعتماد علي الإشارات المنبعثة من الأقمار الصناعية الخاصة بالجي بي اس والمسماة بالنافستار NAVSTAR. ويجب أن يكون المستقبل الأرضي اليدوي قادر علي استقبال من علي الأقل ثلاثة من هذه الأقمار (انظر شكل 4.1) التي تقدم تفاصيل عن مداراتها وعن ما يمسي بتصحيح الساعة الذري. وتعد المسافة بيت كل قمر صناعي والمستقبل دالة علي عدد الأطوال الموجية وعلي معدل الإزاحة (فكس وبرت 1995) وهذه المعلومات بجانب معلومات عن الموضع كافية لحساب موقع المستقبل علي شكل خطوط طول ودوائر العرض علي شبكة إحداثيات مرجعية. إلي جانب الارتفاع. هذه النتائج تعرض علي جهاز جي بي اس ويمكن تحميلها علي أجهزة الحاسوب. ويعد الجي بي اس مصدر هام من مصادر التوقيع خاصة في المناطق التي تتسم بمحدودية تغطية الخرائط لها. وتعد الدقة هنا أكثر المعوقات الرئيسية والتي من خلالها نشتق المعلومات الجغرافية. لعد دقة كود الوقت الخاص بوزارة الدفاع الأمريكية. واختلاف عدد الأقمار الصناعية المرئية. وجودة الجي بي اس المستقبل. ويمكن باستخدام محطات محلية موجودة علي مواقع محددة مثل منارة أو بقياسات جي بي اس تفاضلية تحسين الجودة المكانية بشكل يصل إلي المتر (كينيدي 1996)
البيانات الجغرافية. جامعيها ومزوديها.
وكالات صنع الخرائط القومية (NMA) ومعاهد مسح الثروات القومية. المنظمات التجارية. والباحثين الفرديين كلهم متورطون في جمع ونشر البيانات الطبوغرافية سواء في شكلها التناظري أو الرقمي. وتعد الوكالات الحكومية هي الجامع والمزود والمستخدم الأساسي للمعلومات الجغرافية ومن بين كل البيانات التي يجمعوها يتم تصنيف 60-80 % من هذه البيانات كجغرافية (لورنس 1997).
جامعي البيانات النظامية
بشكل تقلدي. تقوم الوكالات الحكومية بصيانة مجموعة البيانات الجغرافية المنظمة. وكثير من الدول لديها وكالات محلية أو إقليمية مسئولة عن جمع البيانات المنظمة عن ظاهرات مثل طبيعة التضاريس والثروات الطبيعية ومصادر الاستقرار البشري والبينية التحتية. وفي عديد من الدول. كانت هذه الوكالات أو ما تزال جزء من المنظمات العسكرية. وإعادة ما تكون البيانات التي يجمعوها ذات استخدام عام وتوظف من خلال نطاق عريض من المستخدمين. وهناك مسوحات أخري تنفذها منظمات أكتر تخصصاً والتي تسجل متغيرات مثل ملكية الأراضي. التوظيف. وأنماط رحلات العمل. التربة والجيولوجيا. الأمطار ودرجات الحرارة. التدفق النهري وجودة المياه. وان وكالات التخريط القومية مفوضة بتحديد وصيانة مساقط الخرائط وأصول الشبكات. وتوجيها. ومستويات سطح البحر المستخدمة كمرجع. قياسات البيانات ومعايير جمع البيانات والتي بعد ذلك يستخدمها الآخرين. مثل شركات التخريط التجارية بالإضافة إلي أنها مسئولة عن تقديم خرائط طبوغرافية معيارية.
في كثير من الدول خاصة شال أمريكا وأوروبا. وتتزايد الآن في أجزاء أخري. يتم تنفيذ المسوح الكادسترالية داخل قواعد بيانات علي أسس منظمة.
بالنسبة للمجوعات المنظمة لبيانات الاستشعار عن بعد تقدمها منظمات الاستشعار عن بعد خاصة بالدول مثل كندا. الولايات المتحدة. الهند. روسيا . فرنسا. واليابان. ويتم تخزين البيانات المستقبلة علي وسائط مغناطيسية ويمكن نشرها علي شرائط أو عبر الانترنت؟ هذه البيانات عادة ما يتم تصحيحها هندسيا وراديومترياً (إشعاعياً) قبل توزيعها. ويقدم التطور في تكنولوجيا المستحث كميات متزايدة من بيانات متعددة الأطياف بجانب دقة مكانية. زمنية. إشعاعية. وطيفية محسنة بما يعطي معلومات تفصيلية أكثر. وان الإطلاق الحديث للقمر ERS2 وراردارradarsat  الكندي القادم بالإضافة إلي أقمار رصد الأرض القادمة من فرنسا. اليابان. ومن الولايات المتحدة ستدعم مصادر البيانات تلك. المشكلة الرئيسية المرتبطة ببيانات الاستشعار عن بعد كمصدر للبيانات المنظمة ينبع من
·                           مدي إتاحتها (وهو ما يعوقه عوامل مثل غطاء السحب)
·                           تكلفتها. وتختلف بين المنظمات الحكومية والتجارية الداعمة المختلفة
·                           الحاجة إلي نظم معالجة الصور خاصة حتى يتم اشتقاق المعلومات من الخرائط الراستر

جامعي البيانات التجارية
تعد البيانات التي تجمعها المنظمات التجارية مثل هيئات المساحة الخاصة, المهندسون المدنيون, الباحثون المختصون بالسوق, الهيئات والمنظمات التجارية, والمعاهد الأكاديمية كلها مشاريع خاصة. وتجمع تلك البيانات لإغراض خاصة مثل تطبيقات أبحاث السوق, تقييم المناجم, تقييم التأثير البيئي, أو مشروع جامعي. وعلي الرغم من أن كل أنواع المدخلات والبيانات الوصفية المسجلة قد تغطي موضوعات مختلفة, الا أن هذه المسوح تستخدم نفس نظم الإحداثيات الأساسية, ونفس تعليمات صنع الخرائط الأساسية التي تقدمها نظم المساحة.
ان مقياس الدراسة وطرق الرصد المستخدمة, جنباً إلي جنب مع أنساق البيانات وعمليات التفسير, كلها عمليات فريدة في المساحة, ومن ثم فهي تقيد استخدامها بالنسبة لتطبيقات أخري, والوصول لهذه البيانات أيضاً مقيد بسبب المصالح التجارية.
يبيع مزودي البيانات كل البيانات الجغرافية في تشكيلة من التفاصيل من المقاييس والأنساق والهياكل data structure , وبشكل تقليدي, تكون منظمات جامعي البيانات ومزوديها واحدة ولكن, في الأوقات الحديثة أصبحت هذه القواعد أحادية ونادرة, فبعض المنظمات بما فيها الشركات التجارية أصبح لها الحق أن تعيد بيع البيانات التي هي أصلاً لم تجمعها بنفسها, وهناك وكالات في دول عديدة توزع بيانات الاستشعار من بعد من أقمار landsat الأمريكية ونظم أقمار spot الفرنسية.
وان المعلومات الجغرافية المتاحة للتوزيع عن طريق مزودي البيانات معرضة لقيود تشريعية وطبيعية والتي أصبحت صارمة بشكل خاص بالنسبة لوكالات العسكرية المسئولة عن جمع هذه المعلومات. وتختلف السياسات الخاصة بملكية البيانات بشكل كبير بين الدول, وكذلك التشريعات الخاصة بحقوق النسخ والتراخيص التي تقيد توزيع كل من البيانات التي تجمع سواء من قبل المؤسسات التجارية أو من قبل الحكومة. أيضاً هناك قيود تالية للوصول إلي هذه البيانات تنبع من سياسات التسعير الخاصة بالمؤسسات وذلك لاستعادة بعض تكاليف جمع وتوزيع البيانات (سي اف مورو, وماسر 1997).
وحتى عهد قريب, فمعظم البيانات الجغرافية كانت تقدم في شكل تناظري, بما يشكل عائق كبير لمستخدمي نظم المعلومات الجغرافية بسبب الجهد الكبير الذي كانوا يبذلوه لتحويل الخرائط الورقية إلي ملفات رقمية بما كان يشبه إعادة مسح منطقة باستخدام آلات حديثة. إلا أنه عبر العقد الأخير, أدركت كل من المنظمات الحكومية والتجارية إمكانات السوق بالنسبة للبيانات الجغرافية التجارية, وفي بعض الدول أخيراً, أصبح يمكن لمثل هذه البيانات الحصول عليها بسهولة, علي الرغم من وجود قيود خاصة بحقوق النسخ والسعر, إلا انه من الممكن الآن الحصول أو شراء نطاق واسع من البيانات الجغرافية الرقمية للتطبيقات الطبيعية والاقتصادية الاجتماعية, وتختلف تكاليف الحصول علي هذه المعلومات بشكل كبير بين الدول, فبالنسبة للدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية, فليس هناك تكاليف للبيانات التي جمعت بواسطة النفقات العامة, بينما وكالات رسم الخرائط NMAs ببعض الدول الأخرى تتطلب تقاضي ثمن مقابل البيانات.
كثير من البيانات الجغرافية التي تقدمها الحكومة هي ذات طبيعة خاصة مثل الارتفاعات, الطرق, المدن, والأنهار, وهي لنطاق كبير من المستخدمين بما يجعل توزيعها متاح لسوق عريض.
كانت هناك أيضاً مشاريع بالولايات المتحدة وأوروبا واستراليا لتطوير قواعد البيانات الرقمية والتي تقوم بدمج بيانات الخرائط بمقاييس مختلفة أو مواضيع مختلفة, بما يقدم منتجات بيانات مفيدة قادرة علي تحقيق طلبات المستخدم المتعددة, فعلي سبيل المثال: ليتل وآخرون يصفون قواعد بيانات التربة الرقمية القومية (STATSGO) والتي تحتوي علي خرائط للكربون العضوي بالتربة, حجم المياه المتاحة, سمك التربة, وخصائص أخري. كما يصف كينمن (1993) مشروع تبنته وكالات عديدة وترعي هذا المشروع  هيئة NOAA بالولايات المتحدة, ومنظمة EPA وذلك لتطوير قاعدة بيانات (مكانية) خاصة بالنظم البيئية العالمية وذلك للمساعدة في استكشاف التغيرات المناخية, ويشمل المشروع بيانات عن حدود الغطاء النباتي, مناخ السطح, التربة, الارتفاعات, والتضاريس. كما أن لانجس (1997) يصف الجهود المبذولة لخلق لخلق نظام معلومات جغرافي متعدد القوميات لمصائد المياه ببحر البلطيق, وتهدف قواعد البيانات تلك إلي تقديم معلومات قد تستخدم في نطاق واسع من التطبيقات, وفي الأعوام القليلة الماضية كانت هناك منشئات بدول عديدة تهتم بتطوير قواعد البيانات الجغرافية العالمية, القارية, والقومية المتكاملة. وهذا في مراحل مختلفة من التصميم, ويناقش ذلك بشكل أكثر تفصيلاً في الفص الثاني عشر.
وبالتوازي مع هذه التطورات في القطاع العام, فان المنظمات التجارية بدأت في تطوير مجموعات بيانات جغرافية رقمية تساعد علي تعويض الطلب المتزايد للمعلومات حيث أن المزودين يميلون إلي تقديم منتجات بيانات مقسمة موضوعياً تستهدف أسواق متخصصة مثل البيانات الاقتصادية-اجتماعية التي يتم إرجاعها عن طريق رمز البريد (حدود تقسيمها هي مناطق مقسمة بالفعل من خلال post codes), وكذلك مثل طرق المواصلات, وتمثيل ارتفاعات التضاريس.
تستخدم معظم الشركات مجموعات بيانات موجودة جمعتها منظمات أخري, تلك البيانات عندما يتم دمجها معاً تخلق بيانات جديدة لها قيمة مضافة added value, ويمكن بيع هذه البيانات بعد ذلك كمنتجات تجارية خالصة من قيود حقوق النسخ الخاصة بالبيانات الأصلية, فعلي سبيل المثال من الممكن الآن أن تشتري بيانات الحدود الخاصة بقطع الأراضي census tracts من منظمات تجارية أخذت المعلومات المنشورة ودمجتها مع أدوات استعلام وصنع الخرائط لخلق منتجات تجارية.
شركات أخري كانت قادرة علي استيعاب الاستثمار في تطبيقات جمع البيانات, وباعت هذه المعلومات تحت حقوق النسخ إلي جمهور أوسع.




ليست هناك تعليقات:

اضف تعليقك