(التحليل
المكاني لمواقع مدارس البنات الأهلية في مدينة جدة باستخدام نظم المعلومات
الجغرافية)
(Spatial Analysis of Private Girls Schools’
Locations in Jeddah City using Geographic
Information Systems – GIS)
أ- الجوهرة أحمد ناصر زبيدي
جدة - جامعة الملك عبد العزيز
الملخـص:
تهدف هذه الدراسة إلى تطبيق نظم المعلومات
الجغرافية للتعرف على المواقع الحالية لمدارس البنات الأهلية, واختبار إمكانية
استخدام هذه التقنية في اختيار أفضل المواقع مستقبلاً من خلال تطبيق الضوابط
والمعايير التي تتبع في اختيار المواقع الملائمة لإنشاء المدارس. واتبعت هذه
الدراسة المنهج الوصفي التحليلي فضلا عن التحليل المكاني وذلك بغرض الوصول إلى
أفضل النتائج. ولإكمال كافة متطلبات هذه الدراسة فقد تم جمع البيانات والمعلومات
بواسطة العمل الميداني والحصر الشامل للمدارس الأهلية للبنات في مدينة جدة, ومن
خلال المقابلات الشخصية والزيارات الاستطلاعية التي أجريت، مما أسهم في بناء قاعدة
بيانات جغرافية تم تمثيل الكثير من بياناتها في عديد من الخرائط التي احتواها متن
هذه الدراسة. واشتملت الدراسة على تحليل أنماط التوزيع المكاني للمدارس الأهلية،
من حيث قربها من بعضها من ناحية، وقربها من بعض استخدامات الأرض الأخرى داخل
النطاق الجغرافي المحيط بها، من ناحية أخرى، مثل: مدارس البنين الحكومية، الشوارع
الرئيسة والطرق السريعة، محطات الوقود، مراكز توزيع أسطوانات الغاز ومن حيث تأثير
ذلك على كفاءة توزيع تلك المدارس. كما قامت الدراسة بقياس نقطة التمركز والنقطة المركزية والتشتت
للمدارس واتجاه التوزيع. وقد أظهرت الدراسة مدى كفاءة نظم المعلومات الجغرافية في
معالجة البيانات باستخدام العديد من وظائفها في عملية التحليل المكاني. وكان من
أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة: أن معظم مدارس البنات الأهلية في مدينة جدة
أقيمت بدون مراعاة للمعايير التي وضعتها الجهات المسئولة, وأن نمط التوزيع لهذه
المدارس في مدينة جدة، بصفة عامة، يسوده النمط المتمركز مما يؤدي إلى ضعف الخدمة،
مع وجود بعض التفاوت بالنسبة للأحياء. واختتمت الدراسة
بعدد من الحلول المقترحة والتوصيات التي تدعو في مجملها إلى الاستفادة من نظم
المعلومات الجغرافية بوصفها منظومة متكاملة، في تطبيق معايير اختيار مواقع المدارس
مما يساعد في تحسين ورفع كفاءة مستويات الخدمات المختلفة، لا سيما الخدمات
التعليمية منها.
التوزيع المكاني,
المدارس الأهلية للبنات, نقطة التمركز, النقطة المركزية, التشتت للمدارس,
اتجاه التوزيع, مدارس البنين, معايير اختيار مواقع
المدارس.
المقدمة:
استرعت الدراسات المتعلقة
بمواقع الخدمات المختلفة، وخاصة التعليمية منها اهتمام العديد من الباحثين
والمهتمين وذلك بهدف الارتقاء بهذه الخدمة من خلال اختيار الموقع الأمثل لها
للوصول إلى توزيعها التوزيع الأفضل. وعلى الرغم من أن التعليم الحكومي الرسمي
للبنات في المملكة لم يبدأ إلا في العقد الثامن من القرن الرابع عشر الهجري، إلا
أن التعليم الأهلي قد بدأ مبكراً حيث افتتحت أول مدرسة أهلية للبنات في مكة
المكرمة في عام 1362هـ , وقد شارك التعليم الأهلي بفاعلية في تأمين جزء من
احتياجات الدولة من المدارس بشكل عام والمتخصصة ذات المستوى العلمي المتميز بشكل
خاص. وقد ساهمت الدولة برفع مستوى المدارس الأهلية عن طريق الإشراف والتشجيع
المادي والمعنوي.
مشكلة الدراسة:
أدت
التغيرات الديموغرافية وكذلك الاجتماعية والاقتصادية إلى زيادة الاحتياج لتوفير
العديد من المرافق التعليمية. واستجابة لذلك تم إنشاء العديد من المدارس في جميع
أنحاء المملكة، وظهرت المدارس الأهلية للبنات في مدينة جدة بلغ عدد المدارس
الأهلية للبنات في عام 1425/1426هـ (166) مدرسة. وبالنظر إلى المدارس
الأهلية للبنات في مدينة جدة, نجد أن مشكلة الدراسة عموماً تتبلور في كثرة عدد
المدارس في مرحلتي رياض الأطفال والابتدائي من ناحية وقلتها في مرحلتي المتوسط
والثانوي, وتباين أعدادها وانتشارها في أحـــــياء معينة دون غيرها من ناحية أخرى,
حيث يتراوح أعداد هذه المدارس بكافة مراحلها ما بين مدرسة واحدة إلى 17 مدرسة
مختلفة المراحل في بعض الأحياء. من ناحية أخرى, هناك 41 حياً من أحياء مدينة جدة
لا يوجد بها أي مدرسة أهلية للبنات.
ومما سبق يتضح بجلاء وجود مشكلة فيما يتعلق
بمواقع وانتشار المدارس الأهلية للبنات في مدينة جدة، مما دعا إلى إجراء هذه
الدراسة لمناقشة الجوانب المختلفة لهذا الموضوع.
أهمية الدراسة :
تعتبر
الخدمات التعليمية إحدى ملامح التحضر في المجتمعات المعاصرة, وواحدة من المواضيع
الحيوية التي تشغل بال المخططين وصانعي القرار. وتعد دراسـة الاختيار الملائم
لموقع المدرسة من العوامل التي تدعم المدرسة لأداء وظيفتها بشكل أفضل وأعم بحيث
تخـدم قطاعا أكبر من السكان. ويرتبط بأهمية الدراسـة التعرف على مدى تطبيق الضوابط
والمعـايير المتبعة في اختيـار الموقع الملائم لإنشاء مدرسة. ويعزز من أهمية هذه
الدراسة كذلك تطبيق نظم المعلومات الجغـرافيةGeographic Information
Systems – GIS) ) في تحليل الوضع الراهن لمواقع المدارس الحالية
تبعاً لهذه المعايير, وإظهار مدى إمكانية استخدام هذه التقنية لاختيار مواقع
المدارس مستقبلا ًفي ظل العوامل الجغرافية والضوابط والمعايير التي تتحكم في
اختيار المواقع، والمشاكل التي قد تعوق ذلك.
منطقة الدراسة:
اقتصرت
الدراسة على أحياء مدينة جدة وركزت على الأحياء التي توجد بها مدارس أهلية للبنات
، وبهذا تمتد منطقة الدراسة من (شمال شرم أبحر) جنوب حي أبحر الشمالية شمالاً حتى
المنطقة الصناعية والقاعدة البحرية في الجنوب. ومن شاطئ البحر الأحمر غرباً حتى الأحياء
الواقعة شرق الخط السريع (طريق الحرمين) شرقاً.
أهداف الدراسة :
تسعى هذه الدراسة إلى تحقيق
عدداً من الأهداف على النحو التالي:
- التعرف
على نمط التوزيع الجغرافي الحالي للمدارس الأهلية للبنات في مدينة جدة،
وتمثيله في هيئة خرائط ورسوم بيانية.
- مناقشة
وتقيم الضوابط والإجراءات التنظيمية لاختيار مواقع إنشاء المدارس، والمعايير
السائدة في ذلك. ومدى تطبيق تلك المعايير من قبل ملاك المدارس.
- بناء
قاعدة بيانات جغرافية " تعليمية " لمدارس البنات الأهلية في مدينة
جدة.
- تطبيق
أدوات التحليل المكاني باستخدام نظم المعلومات الجغرافية لتحليل المواقع
الحالية للمدارس الأهلية للبنات.
- إظهار
مدى فعالية استخدام نظم المعلومات الجغرافية في مساعدة أصحاب القرار.
- عرض
ومناقشة أهم المعوقات التي تحد من تطبيق وظائف ملائمة المواقع.
تساؤلات الدراسة:
1-
ما نمط توزيع
المدارس الأهلية للبنات في مدينة جدة ؟ وهل هناك أسباباً معينة أدت إلى سيادة هذا
النمط من التوزيع؟
2-
ما الضوابط
والمعايير المكانية التي تحكم اختيار مواقع إنشاء المـدارس الأهلية للبنات؟
3-
ما مدى تأثير
بعض العوامل مثل الكثافة السكانية, موقع الحي على اختيار موقع المدرسة؟
4-
ما مدى إمكانية
استخدام نظم المعلومات الجغرافية في اختيار الموقع الأمثل للمدارس مستقبلاً وفقا
للبيانات والمعايير المتوفرة؟
مصادر بيانات الدراسة:
اعتمدت
هذه الدراسة بشكل رئيس على البيانات المكانية التي توضح مواقع المدارس الأهلية
للبنات, والمتمثلة في الصور الفضائية عالية الوضوح من القمر الصناعي أيكونوس IKONOS ذلك لعام 2003م. وقد وجدت
الباحثة ملاءمة هذا الإجراء لتحديد مواقع المدارس الأهلية للبنات على الصور ومن ثم
نقلها على الخريطة، بدلا من تحديد الموقع من خلال جهاز نظام تحديد الموقع GPS.
كما استخدمت كذلك الخرائط التي تبين حدود الأحياء. أما البيانات الوصفية فاشتملت
على أسماء المدارس ومواقعها وأعدادها وتصنيفها حسب المرحلة الدراسية وذلك حسب
بيانات وإحصاءات عام 1425/1426هـ, وبيانات وإحصاءات عام 1426/1427هـ. وقد تم
الحصول على هذه البيانات من جهات متخصصة مثل الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة
فيما يخص صورة القمر الصناعي, والفارسي وأمانة محافظة جدة فيما يخص الخرائط
الرقمية, وأخيراً وزارة التربية والتعليم (الشؤون التعليمية للبنات). أما فيما يخص
البيانات الوصفية, إضافة لما سبق, فقد جمعت الباحثة بعض البيانات والمعلومات من
خلال الدراسة الميدانية المتمثلة في المقابلة مع المسئولات في وزارة التربية
والتعليم, ومع ملاك ومديرات المدارس الأهلية للبنات.
منهج الدراسة وأسلوب
إجرائها:
اختير لهذه الدراسة منهج الأسلوب الوصفي
التحليلي, الذي يعتمد على دراسة الظاهرة كما هي على أرض الواقع، ومن ثم وصفها
وصفاً دقيقاً ومعبراً كيفاً وكماً. كما استخدم كذلك منهج التحليل المكاني
من خلال تطبيق وظائف التحليل الملائمة التي توفرها نظم المعلومات الجغرافية من أجل التعرف على الاختلافات المكانية لمواقع المدارس، ومسببات ذلك من أجل
الوصول إلى تفسير وتعليل لتلك الاختلافات المكانية. واستخدمت
الباحثة بعض البرامج الحاسوبية اللازمة للدراسـة وعلى رأسـها برنامـج نظم
المعلومات الجغرافيةArcGIS 9.1
وملحقاته من شركة ESRI، وكذلك برنامج معالجة
الصور ERDAS. وقد قامت
الباحثة بإتباع عدد من الأساليب والإجراءات لإنجاز هذه الدراسة كما يلي:
الدراسة
الميدانية:
بنيت الدراسة بشكل رئيسي على
البيانات التي تم جمعها ميدانيا واشتملت على قسمين رئيسين هما الحصر الشامل
للمدارس الأهلية؛ وعلى المقابلات الشخصية والزيارات الاستطلاعية. ففيما يخص القسم
الأول قامت الباحثة بحصر المدارس الأهلية للبنات في مدينة جدة, والتي بلغ عددها
(166مدرسة) شاملة جميع المراحل*, ومصنفة إلى عدد من الفئات. وقد تطلبت هذه المرحلة عدداً من الزيارات
الميدانية للتعرف على مواقع المدارس من خلال الوصف المكتوب في بيانات الوزارة. تلا
هذه المرحلة استخدام الصور الفضائية عالية الوضوح والمصححة هندسياً, لتحديد وتوقيع
المدارس عليها مباشرة من الميدان. كما استخدمت خريطة مدينة جدة التي توضح بعض
مواقع المدارس, وذلك لأخذ عينة من المدارس ومقارنة مواقعها على الخريطة بما هو على
أرض الواقع. وبعد أن تم الانتهاء من تحديد جميع المدارس التي شملتها الدراسة، تم
إنتاج نسخة ورقية من الصورة الفضائية, من خلال المعاينة والتفسير, واستخدام برنامج
نظم المعلومات الجغرافية ArcGIS لإعادة توقيع مواقع
هذه المدارس في مواقعها الصحيحة كما تظهرها الصور وذلك في هيئة رموز نقطية، من خلال إسقاط
الخريطة على الصورة كطبقة (.(Layer
كما
قامت الباحثة بإجراء عدداً من المقابلات الشخصية مع بعض المسئولين والمسؤولات للتعرف على المعايير والضوابط والأسباب
الداعية لاختيار موقع المدرسة، وكذلك مقابلة بعض ملاك ومديرات المدارس الأهلية.
وقد حصلت الباحثة على تصريح لعمل وتسهيل المقابلات الشخصية مع ملاك المدارس
الأهلية للبنات من وزارة التربية والتعليم شؤون الطالبات. وتمكنت الباحثة من إجراء
مقابلات مع حوالي 45 فقط من ملاك ومالكات المدارس رغم أن عدد المدارس الأهلية
(166) مدرسة كما جاء في بيانات 1425-1426هـ وذلك قبل تحديث البيانات. وكان من
أسباب ذلك عدم تواجد الملاك في المدارس، وعدم استجابة البعض لإجراء هذه المقابلات.
بناء قاعدة
بيانات جغرافية:
تم في هذه المرحلة تجهيز البيانات المبنية في
معظمها على مرحلة الدراسة الميدانية وذلك لإنشــاء قاعدة بيانات جغرافية وشمل ذلك
تحويل الخرائط الورقية إلى رقمية مثل خريطة الفارسي و تحويل الصورة الفضائية
المأخوذة من القمر الصناعي ((IKONOS ومعالجتها هندسياً, وذلك لعدم تمكن الباحثة من
الحصول على خريطة رقمية لمدينة جدة, وربط البيانات النصية (الجدولية والتي تحصلت
عليها الباحثة من عدد المدارس في كل حي و تصنيف كل مدرسة حسب المرحلة التعليمية
الخاصة بها سواء كانت مرحلة واحدة فقط أم تشتمل على أكثر من مرحلة تعليمية وعنوان
المدرسة داخل كل حي وتحديد إحداثياتها) , بالبيانات المكانية (الظواهر الجغرافية
الممثلة على الخرائط مثل المدارس والطرق والأحياء وغيرها وذلك على شكل
طبقات, و كل طبقة تشكل خريطة خاصة بها وتمثل نوعاً معيناً من البيانات).
وقد
استخدمت الباحثة في هذه الدراسة النمط الاتجاهي Vector والذي يضم ثلاثة أنواع من البيانات وهي:
البيانات النقطية Point Data وذلك لتوقيع
المدارس على شكل نقاط. البيانات الخطية Line Data
وذلك لتوقيع الطرق والشوارع. وأخيراً البيانات المساحية Polygon Data وبها تم توقيع الأحياء بطريقة رسم مضلعات.
وفي هذه المرحلة من الدراسة, وهي أكثر المراحل
مشقة وذلك بعد تجميع البيانات من الوزارات والجهات الحكومية, قامت الباحثة بزيارة
مواقع المدارس الأهلية للبنات وصادفت عدداً من الصعوبات تمثلت في أن عناوين
المدارس التي وفرتها الوزارة غير دقيقة. فبعض المدارس الأهلية للبنات عرفت عن طريق
اسم الحي والشارع, وبعض المدارس عنوانها غامض مثل ذكر اسم الحي فقط, وبعضها مبهم
مثل ذكر اسم المدرسة فقط بدون عنوان ولا رقم هاتف مما شكل صعوبة في البحث. وكان من
ضمن الصعوبات أن الباحثة وجدت أثناء زيارة المواقع أن بعض المدارس الأهلية قد تغير
عنوانها و انتقلت إلى حي آخر, وبعضها ليس لها وجود على الواقع بالرغم من وجود
اسمها في كشف بيانات الوزارة وقد أستغرق ذلك البحث الكثير من الوقت والجهد . وقد تم تحديد و توقيع مواقع المدارس الأهلية
للبنات على نُسخ ورقية من الصور الفضائية وهي عدة أجزاء من صور للقمر الأمريكي((IKONOS
والتي تظهر فيها الأحياء السكانية. إضافة لذلك كانت هناك صعوبة في قراءة بعض الصور
الفضائية وذلك عندما لا يوجد معلم بارز في الصورة يبين ما هو ذلك الحي. وقد
استعانت الباحثة لتسهيل المهمة بخريطة الفارسي الورقية لتطبيقها على الصور
الفضائية لمعرفة اسم الحي الظاهر في الصورة. و بالرغــم من صعوبة هذه الطريقة إلا
إنها في هذه الدراســة أثبتت أنها أسهل من طريقة أخــذ إحـداثيات المدارس بواسطة
جـــــهاز تحديد المــواقع العالميGPS - Global
positions systems. فطريقة GPS تأخذ الإحـداثيات من أمام باب المدرسة ولكن
الطريقة التي استخدمتها الباحثة هي عبارة عن تحديد المبنى الخاص بالمدرسة بعد
التأكد منه عدة مرات وبعد ذلك تمثيل موقع المدرسة برمز نقطي في منتصف الشكل الذي
يمثل المدرسة وذلك على الصورة الفضائية المصححة هندسيا. و من ثم كتابة كامل بيانات
المدرسة في قاعدة البيانات الخاصة بالمدارس الأهلية في برنامج نظم المعلومات
الجغرافية.
وأثناء
الدراسة الميدانية تبين أن هناك مـــدارس جديدة ليست في كشف بيـانات عام
1425-1426هـ ، مما ألزم الباحثة لتحديث بياناتها وعندما طُلب من الوزارة أحدث
البيانات تبين أن الوزارة لا تحدث بياناتها باستمرار فلا يوجد إلا بيانات
1426-1427هـ كأحدث البيانات بالرغم أنه لابد أن يكون هناك بيانات عام 1427-1428هـ.
وهذه الدراسة والتي تقوم على تطبيق نظم المعلومات الجغــرافية، قد ارتكزت على
برنامجArcGIS
9.1 في معالجة بياناتها, وتصميم
قاعدة معلوماتها, وإجراء عملياتها التحليلية, وعرض نتائجها, وإخراج خرائطها، وذلك
لما يتميز به النظام من سهولة ومرونة وقدرة على التعامل مع الكم الهائل من
المعلومات, والسرعة في تبادل البيانات وإخراجها أما على شكل رسوم بيانية أو جداول
بيانية أو خرائط توضيحية, مع إمكانية التعديل في إي وقت إذا تطلب الأمر.
التحليل بنظم
المعلومات الجغرافية:
استخدمت الباحثة في دراستها أدوات
وأســاليب التحليل المكــاني Spatial Analysis
المتوفرة في نظم المعلومات الجغرافية والتي من أهمها: القرب Proximity وتشمل على عدد من الوظائف الأخرى ومن ذلك الحرم
أو النطاق Buffer،
وبعد النقطة Point Distance.
كما تم كذلك استخدام وظائف قياس التوزيع الجغرافي Measuring
Geographical Distribution،
ومنها قياس توسط الظاهرة أو تمركزها Central Feature،
واتجاه التوزيع Directional Distribution،
والمسافة المعيارية Standard Distance.
كما سعت الدراسة كذلك إلى تطبيق نموذج تحديد أو قياس ملائمة الموقع.
إنشاء الخرائط:
تم إنشاء عدد من الخرائط بناء على نتائج
الدراسة ونتائج التحليل, وذلك لبيان المواقع الحالية والمواقع المثلى للمدارس. كما
تم إنشـاء خرائط أخرى في هيئة طبـــقات Layers لكل فئة من فئات المدارس, وذلك عن طريق استخدام
البحث والاستعلام والاختيار Query of Selection.
البرامج
المستخدمة في الدراسة:
استخدمت الباحثة بعض البرامج الحاسوبية اللازمة
للدراسـة وعلى رأسـها برنامـج ArcGIS 9,1
وملحقاته من شركة ESRI , وكذلك برنامج معالجة
الصور ERDAS وقد استعانت الباحثة بهذا البرنامج في تصحيح
الصور الفضائية لمدينة جدة, فقد تم استخدام برنامج Imagine 8,5 ERDAS من قبل الباحثة لعمل
التصحيح الهندسي Geometric Correction
للمرئيات الفضائية المستخدمة في البحث وهي:
عدة صور ملونه للقمر
الأمريكي ( IKONOS
) ذو الدقة المكانية 1متر. وقد تم اعتماد المرئيات الفضائية ذات الدقة المكانية
العالية للقمر (IKONOS)
لتوقيع جميع المدارس الأهلية للبنات بمدينة جدة على هذه الصور.
صعوبات الدراسة:
عند
البدء في مقترح (خطة) هذه الدراسة كان الهدف العام دراسة وتحليل الوضع الراهن
لمواقع المدارس؛ واقتراح نموذج ملاءمة Suitability Model
لاختيار أفضل المواقع. وقد بني الهدف العام، والأهداف الأخرى، على افتراض إمكانية
الحصول على البيانات اللازمة لانجاز مثل هذه الأهداف. ولكن ما أن بُدء في العمل
الفعلي حتى ظهرت العديد من المشاكل التي كان على رأسها عدم توفر البيانات الملائمة
أو عدم التمكن من الحصول عليها مما حدا بالباحثة إلى استهلاك كثير من الوقت والجهد
في جمع البيانات الخام، والبحث عن البيانات الأخرى. ويمكن إيجاز أهم الصعوبات على
النحو التالي:
1) صعوبة الحصول على جهة علمية تقدم دورات متخصصة في نظم المعلومات الجغرافية
للجانب النسائي.
2) صعوبة الحصول على خريطة رقمية ملائمة لمدينة جدة توضح مواقع الخدمات
التعليمية وبعض البيانات الأخرى ذات العلاقة لفترة طويلة، مما دفع الباحثة إلى
الاستعانة بالصور الفضائية قبل الحصول على خريطة رقمية من أمانة محافظة جدة التي
تبين فيها بعض الأخطاء. وقد أدى هذا التأخير إلى اللجوء إلى عمل خريطة أساس من
الصور الفضائية وخريطة الفارسي بعد تصحيحهما هندسياً حتى تتم بهما الدراسة مما
أستغرق الكثير من الوقت.
3) المسح الشامل لجميع المدارس الأهلية للبنات في مدينة جدة، بجميع
مراحلها الدراسية وهي 169 مدرسة، وتحديدها على الصورة الفضائية ومن ثم توقيعها على
الخريطة. وقد صاحب ذلك صعوبات في البحث عن كل مدرسة على حدة لعدم وضوح عناوين كثير
منها في كشف بيانات وزارة التربية. فمثلا يذكر اسم الحي فقط، أو يوجد اسم المدرسة
ضمن البيانات ولكن لا وجود لها على الطبيعة.
4) شكل انشغال أو عدم تعاون بعض ملاك المدارس الأهلية عائقاً حال دون
إجراء مقابلات شخصيه معهم.
5) عدم توفر خرائط (ورقية أو رقمية) توضح مواقع المدارس لدى إدارة تعليم
محافظة جدة أيا كان نوع هذه المدارس, وعدم توفر ( أو التمكن من الحصول على)
البيانات الضرورية لإجراء مزيد من التحليل، والعمل على اختيار المواقع المثلى
للمدارس خاصة للتخطيط المستقبلي. ومن الأمثلة على تلك البيانات، خريطة تفصيلية
لاستخدام الأرض، عدم توفر البيانات السكانية ( الديموغرافية مثل الخصوبة و الفئات
العمرية لكل حي)، مستوى الدخل، أسعار الأراضي، نموذج ارتفاع رقمي، وغير ذلك.
6)
إن بعض البيانات
التي حصلت عليها الباحثة غير كاملة أو لم تُحدَّث وبعضها غير صحيحة.
التعليم الأهلي للبنين و البنات في مدينة جدة:
كان التعليم في المملكة
العربية السعودية قبل توحـيدها عبء تحمله الأهــالي, للتبرع بالمال والأرض
والتعاون على إنشاء مدارس أهلية . وكان
للتعليم الأهلي الفضل في النهضة التعليمية التي حدثت بعد ذلك فنجد أن بدايته كانت
في وقت مبكر من قيام الدولة وكان على مراحل حيث نجد أن البداية الأولى كانت مرحلة
الكتاتيب ثم تطورت بعد ذلك لتصبح مدارس أهلية. وقد حظيت مدينة جدة تحديدا، بنصيب من الكتاتيب والمدارس
الأهلية.
فتعليـم
البنات قد بدأ على مراحل( مرحلة الكتاتيب وحلقات الدرس في المساجد أو بيوت العلماء
) وقد كانت الكتاتيب بصفة عامة مخصصة للأولاد أما البنات فيذهبن إلى الفقيهة وذلك
في أغلب مدن الحجاز باستثناء مدينة جدة حيث كانت بعض كتاتيب الأولاد تدرس كذلك بعض
البنـات فيها فقد كانوا يرسلونهن مع أخوانهن من الذكور قد شجع كثير من الأهالي
تعليم البنات لإيمانهم الأكيد بضرورته لهن حيث لم يكن ليقنعهم تعليم الكتاتيب،
ليتكاتفو ويتعاونوا لإنشاء مدارس خاصة بداية بمدرسة البنات الفلاحية سنة 1351هـ.
المواقع الحالية لمدارس البنات الأهلية في أحياء مدينة جدة
نتشرت المدارس الأهلية
للبنات في عدد من الأحياء دون غيرها.
ولمعرفة المواقع الفعلية لهذه المدارس في مدينة جدة, قامت الباحثة بعدد من
الزيارات الميدانية غطت بها جميع المدارس التي شملتها الدراسة وذلك بهدف تحديد هذه
المدارس على صور فضائية عالية الوضوح (IKONOS) مصححة هندسيا، ومن ثم توقيعها على خريطة جدة
الرقمية بعد تطبيقها على الصورة الفضائية كطبقة في برنامج نظم المعلومات الجغرافية
ArcGIS.
وقد تبين للباحثة من خلال
العمل الميداني أن هناك حوالي 14 مدرسة قد تم إغلاقها, على الرغم أنها لازالت
مثبتة كمدارس قائمة في بيانات الوزارة لعام 1425/1426هـ وذلك من أصل 166 مدرسة،
وهذا العدد يمثل حوالي 4,8% من مجموع المدارس الأهلية وفي المقابل افتتحت
عدد من المدارس الجديدة. ومن خلال العمل الميداني أن هناك عدداً من المدارس لا
توجد في مواقعها التي تصفها بيانات الوزارة, حيث أن البيانات تشير إلى موقع
المدرسة في حي معين بينما الواقع يظهر أنها في حي آخر.
وبالرغم من تحديث الباحثة لبياناتها واستخدام بيانات عام 1426/1427هـ،
لتلافي بعض السلبيات السابقة، إلا أنها وجدت في البيانات الجديدة نفس المشاكل من
مدارس مغلقة لم تذكر البيانات الجديدة أنها مغلقة, ومدارس تذكر في حي بينما هي في
الواقع في حي آخر. وقد وجدت الباحثة في بيانات عام 1426/1427هـ، أن هناك 17 مدرسة
جديدة لم تكن في بيانات عام 1425/1426هـ، كما يتضح أن هناك أحياء تكثر فيها
المدارس بدرجة كبيرة بينما في المقابل هناك أحياء فقيرة وأحياء تنعدم فيها المدارس
الشكل(1).
وبناءً على ما أظهرته الدراسة الميدانية سعت الباحثة إلى تصنيف أحياء
مدينة جدة وفقاً لأعداد المدارس الأهلية بها إلى فئات على النحو التالي:
الفئة الأولى: وهي الأحياء
التي لا توجد بها مدارس وقد بلغ عددها في مدينة جدة 39 حي.
الفئة الثانية: وهي الأحياء
التي تحتوي من مدرسة واحدة إلى 4 مدارس وهي الفيحاء (الثغر الجديد) بـ(4) مدارس و الشرفية
والأندلس والمنار والسـامر والشاطئ والمرجان بـ(3) مدارس, والثغر والنزلة الشرقية
والكندرة والسليمانية وبني مالك والرويس والحمراء والنزهة والعدل بمدرستين, وهناك
أحياء لا توجد بها غير مدرسة واحدة فقط وهي مدائن الفهد والروابي والنزلة اليمانية
و العمارية والبغدادية الغربية و جوهرة جدة وحي الأمير عبد المجيد و النسيم.
الفئة الثالثة: أحياء بها من
خمس مدارس إلى ثمانية مدارس وهي البوادي
به(8) مدارس, والنعيم والربوة والفيصلية بهم (6) مدارس, والرحاب والخالدية
والعزيزية والبســاتين والمحمدية بـها خمس
مدارس.
الفئة الرابعة: أحياء تجاوز فيها
أعداد المدارس من9 مدارس وأكثر وهي مشرفة والصفا بهما أربعة عشر مدرسة, ويلي ذلك
النهضة والروضة بهما إحدى عشر مدرسة, ثم السلامة والزهراء بهما عشر مـدارس.
* حسب
بيانات غير منشورة بأسماء المدارس الأهلية وعناوينها لعام1425/1426هـ لوزارة
التربية والتعليم, الشؤون التعليمية للبنات, التعليم الأهلي.
============================
لتحميل الملف كاملاً: اضغط هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق