دراسة
حركة الرمال في دولة قطر وأثره على مدينة مسيعيد
الصناعية
باستخدام
تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية
ظافر الهاجري1، أسماء علي أباحسين2[1]، أنور شيخ الدين عبده2 ، عبد العلي صادق3
1. بلدية الدوحة، وزارة
الأشغال والزراعة، دولة قطر؛ 2. برنامج علوم الصحراء والأراضي القاحلة، كلية الدراسات العليا،
جامعة الخليج العربي، مملكة البحرين،3 .كلية الآداب والعلوم، جامعة قطر.
الخلاصة
تقع
مدينة مسيعيد الصناعية في الجزء الجنوبي من الساحل الشرقي لدولة قطر، وتمثل المركز
الرئيسي للصناعة، وقد أدت التنمية الصناعية التي شهدتها المدينة منذ عام 1989م إلى
نمو مدينة مسيعيد وتوسعها بالاتجاه الجنوبي الغربي حيث مناطق الكثبان الرملية، مما
جعلها عرضةً لمشاكل الانسياق الرملي وتهديد الكثبان الرملية لها.
يهدف البحث الحالي إلى استخدام تقنيات الاستشعار عن بعد
ونظم المعلومات الجغرافية، في تحديد مناطق وجود الكثبان الرملية في دولة قطر وقياس
حركتها بالاعتماد على بيانات المرئيات الفضائية Landsat-5 (TM) 1985م، وLandsat-7 (ETM+)
2002م
، وتحديد استخدام الأراضي في مدينة مسيعيد من خلال تحديد مواقع المنشآت الصناعية،
والطرق، والمنتجعات السياحية وغيرها. وقد بينت نتائج الدراسة أن المعدل السنوي
لحركة الكثبان الرملية خلال الفترة (1985م-2002م) في منطقة كثبان أبو قطبتين
وكثبان مسيعيد قد بلغ حوالي 9.5 متر/سنة ، و5.3 متر/سنة على التوالي. كما بينت
النتائج أيضاً تباين معدل حركة الكثبان الرملية في المنطقتين خلال فترة الدراسة
حيث تراوح بين 3.9 متر/سنة، و17.7 متر/سنة لكثبان أبو قطبتين، و 3.2 متر/سنة، و9.4
متر/سنة لكثبان مسيعيد. وقد بين تحليل المرئيات الفضائية أن مساحة مدينة مسيعيد قد
ازدادت من 8.194 كم2 عام 1985 إلى 16.655 كم2 عام 2002،
وكان معظم التوسع بالاتجاه الاتجاه الجنوبي الغربي، الأمر الذي أدى إلى امتداد
المنطقة الصناعية داخل مناطق الكثبان الرمليةوبخاصة منطقة
كثبان مسيعيد ،
وبالتالي تعرضها لمشكلة الانسياق الرملي وزحف الرمال عليها. وهو ما
يستوجب أخذ إتجاه وسرعة حركة الكثبان الرملية بعين الأعتبار عند التخطيط للتوسع
العمراني والصناعي المستقبلي لمدينة مسيعيد الصناعية. وقد خرجت الدراسة بمصفوفة مقترحة
للسياسات الرامية إلى التعامل مع مشكلة حركة الكثبان على مدينة مسيعيد الصناعية.
الكلمات الدالة
الانسياق
الرملي، GIS , RS ، مدينة مسيعيد، دولة قطر.
مقدمة
تشكل
الكثبان الرملية وانسياق الرمال مشاكل بيئية تواجه معظم الدول الواقعة ضمن نطاق
المناطق الجافة وشبه الجافة، حيث تعتبر آخر مرحلة من مراحل التصحر. وحركة الرمال
ما هي إلا نتيجة للظروف المناخية القاسية والعوامل الجيولوجية والجيومورفولوجية
والبيولوجية إضافة إلى الاستغلال غير الرشيد للموارد الطبيعية من قبل الانسان، مما
يساهم إجهاد النظام البيئي الهش للمناطق الجافة، ويؤدي بمرور الزمن إلى تكون
مساحات واسعة من الأراضي الجرداء والكثبان الرملية التي تؤدي إلى تدهور الأنظمة
البيئية المعرضة لغزوها، إضافة إلى أنها تشكل خطراً كبيراً على النشاطات الإنسانية
المختلفة. وتسبب الرمال
المنساقة أضرار
جسيمة نتيجة طمر الطرق والمناطق الصناعية والعمرانية، وأنابيب النفط، والأراضي
الزراعية والمراعي، وتأثيرها على حركة النقل الجوي والبري أثناء هبوب العواصف
الرملية. ويعرف الانسياق الرملي بأنه حركة أو زحف الحبيبات الرملية فوق أسطح
الكثبان والفرشات الرملية عندما تصل سرعة الرياح إلى 5.5 متر في الثانية، وتكمن
خطورته في قابلية الرمال للانسياق عند سرعات ريحية بطيئة نسبياً، وتغطيته لمساحات
واسعة في وقت قصير (أبو الخير، 1984 ، أباحسين، 1999).
وتعتبر
الرياح من أهم العوامل المؤثرة في حركة الرمال وانسياقها. كما أن قلة الأمطار في
المناطق الجافة وندرة الغطاء النباتي وارتفاع درجات الحرارة وطبيعة الرياح
واستمراريتها على مدار السنة تشكل ظروفاً مناخية تساهم في تحريك الرمال واستمرارية
هذه الحركة. إذ تعمل الرياح على تفتيت سطح التربة ونقل حبيباتها مكونة ما يعرف
بالتعرية الريحية والتي تعتبر من أهم مشاكل التربة في المناطق الجافة (العوضي،
2004). ويشير أبو الخير (1981) أن الانسياق الرملي عبارة عن ظاهرة ديناميكية بيئية
مهمة تفوق في أهميتها ظاهرة الزحف الجماعي للكثبان الرملية، وذلك لأن خطورة
الانسياق تكمن في قدرة حبيباته على التحرك قفزاً أو زحفاً على السطح عندما تصل
سرعة الرياح إلى 5.5 م/ثانية (حوالي 10.7 عقدة)، علاوة على قدرة هذه الحبيبات على
التحرك لمسافات أطول وتأثيرها على مساحات أكبر مما يفعله الزحف الجماعي للكثبان
والذي عادة ما يكون محدود التأثير ولا تظهر آثاره بوضوح إلا إذا ازدادت سرعة
الرياح عن 9 م/ثانية (حوالي 17.5 عقدة).
وتتعرض
الكثير من أجزاء دولة قطر للانسياق الرملي، وخاصة الأجزاء الجنوبية والجنوبية
الشرقية منها نتيجة لتأثير الرياح الشمالية الغربية شديدة السرعة والسائدة معظم
شهور السنة. وباتت الرمال المتحركة تهدد المنشآت الصناعية والحيوية وطرق المواصلات
ويتسبب في طمر الأراضي الزراعية وتقليص مساحة المراعي، وما يرافق ذلك من مشاكل
اقتصادية كثيرة. فعمليات إزالة الكميات الكبيرة من الرمال المتراكمة على هذه
المنشآت، تتطلب إمكانيات كبيرة وجهود هندسية لإبعاد الرمال المتراكمة عنها قد تكون
عالية التكلفة.
وتعتبر
مدينة مسيعيد الصناعية من أهم المناطق الصناعية في دولة قطر التي تعاني من
الانسياق الرملي، وتتعرض لخطر زحف الكثبان الرملية عليها. هذا وقد سبق وأن استبعدت
دراسة امبابي وعاشور ( 1985، ص 185-187) احتمالية طغيان الكثبان الرملية على
المنشآت الصناعية في منطقة مسيعيد، مؤكدة على أن اتجاه المحصلة السنوية والشهرية
لحركة الرمال هو ناحية الجنوب الشرقي، وجنوب الجنوب الشرقي، وجنوب الجنوب الغربي،
وكلها اتجاهات بعيدة تماماً عن المنطقة الصناعية بمسيعيد.
وتسعى الدراسة الحالية إلى الاستفادة من
التقنيات الحديثة المتمثلة في الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية، في
تحديد مواقع الكثبان الرملية في منطقة مسيعيد خلال الفترة (1985-2002) ومعرفة مقدار حركتها ومدى تأثر
مدينة مسيعيد الصناعية بها، نظراً لما تتمتع به هذه التقنيات من كفاءة ودقة في
قياس حركة الرمال وتبيان إتجاهات حركة الكثبان الرملية Wilkie,and Finn, 1996; ؛ Jabbar, et al., 2006 ؛ and Al-awadhi, 2006 Al-helal .وبالتالي يمكن
مساعدة متخذ القرار في تحديد اتجاهات توسع مدينة مسيعيد الصناعية مستقبلاً.
تحديد المشكلة
تقع
مدينة مسيعيد الصناعية على الساحل الشرقي لدولة قطر على بعد حوالي 35 كم جنوب العاصمة
الدوحة
(شكل-1)، وتمثل إحدى المقومات الحضارية والاقتصادية الرئيسية للدولة. وتنبع أهمية مدينة مسيعيد من كونها ميناءاً رئيسياً لتصدير النفط، ومركزاً لمعظم الصناعات التحويلية لمشتقات البترول، والصناعات الثقيلة كصناعة الحديد والصلب. وقد أدى توسع مدينة مسيعيد الصناعية جنوباً إلى تأثرها بحـركة الكثبـان الرملية المتجهة نحو الجزء الجنوبي الشرقي من الدولة. الامر الذي أدى إلى غزو الرمال لمنشآت مدينة مسيعيد وتسببها في كثير من الأضرار منها تآكل المراوح الخاصة بمحركات توربينات توليد الطاقة الضرورية لتشغيل المصانع، تأثيرها على بعض الأجهزة الدقيقة التي تتحكم في النظام الأوتوماتيكي للمصانع كالعدادات مؤدياُ إلى تقليل كفائتها، كما أن غزو الرمال لمخازن المواد المنتجة من تلك المصانع يقليل درجة نقاء وجودة المنتج. كذلك تؤدي الرمال المتحركة إلى تغطية أنابيب البترول، والطرق الداخلية لمدينة مسيعيد وحولها، وتراكمها على السور الخارجي (شكل-1)، الامر الذي يتطلب معه إزالة الرمال المتراكمة من مدينة مسيعيد الصناعية بالطريقة الميكانيكية، بتكلفة تبلغ حوالي 20,000 ريال قطري (5,480 دولار أمريكي) شهرياً.
(شكل-1)، وتمثل إحدى المقومات الحضارية والاقتصادية الرئيسية للدولة. وتنبع أهمية مدينة مسيعيد من كونها ميناءاً رئيسياً لتصدير النفط، ومركزاً لمعظم الصناعات التحويلية لمشتقات البترول، والصناعات الثقيلة كصناعة الحديد والصلب. وقد أدى توسع مدينة مسيعيد الصناعية جنوباً إلى تأثرها بحـركة الكثبـان الرملية المتجهة نحو الجزء الجنوبي الشرقي من الدولة. الامر الذي أدى إلى غزو الرمال لمنشآت مدينة مسيعيد وتسببها في كثير من الأضرار منها تآكل المراوح الخاصة بمحركات توربينات توليد الطاقة الضرورية لتشغيل المصانع، تأثيرها على بعض الأجهزة الدقيقة التي تتحكم في النظام الأوتوماتيكي للمصانع كالعدادات مؤدياُ إلى تقليل كفائتها، كما أن غزو الرمال لمخازن المواد المنتجة من تلك المصانع يقليل درجة نقاء وجودة المنتج. كذلك تؤدي الرمال المتحركة إلى تغطية أنابيب البترول، والطرق الداخلية لمدينة مسيعيد وحولها، وتراكمها على السور الخارجي (شكل-1)، الامر الذي يتطلب معه إزالة الرمال المتراكمة من مدينة مسيعيد الصناعية بالطريقة الميكانيكية، بتكلفة تبلغ حوالي 20,000 ريال قطري (5,480 دولار أمريكي) شهرياً.
منهج البحث
تمت
الاستفادة من تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية في إنتاج خرائط
لمدينة مسيعيد الصناعية تبين اتجاهات التوسع العمراني والتنمية الصناعية للمدينة خلال
الفترة من 1985 إلى 2002، كذلك استنباط خرائط لمواقع الكثبان الرملية واتجاهها
العام، ومساحاتها، وسرعة حركتها من خلال تحديد التغيرات التي طرأت على مواقعها.
وقد تم الاستعانة بالخرائط والمرئيات الفضائية 1985 Landsat TM و
2002 Landsat ETM بدقة مكانية 3030 ´ متر التي تم الحصول عليها من مركز نظم المعلومات
الجغرافية في دولة قطر، ووحدة الاستشعار عن بعد التابعة لمركز الدراسات البيئية في
جامعة قطر. وباستخدام برنامج ERDAS
IMAGINE ver.8.6 ، وبرنامج Arc View ver. 3.2 و ArcInfo تم انتاج خرائط حركة الرمال، وحساب تغيرات استخدام الأراضي في مدينة
مسيعيد.
===============
لتحميل الملف كاملا: حمل من هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق