شبكة الطرق في إقليم منطقة الباطنة بسلطنة عمان- دراسة تحليلية باستخدام نظم المعلومات الجغرافية- د. محمود محمد جمال بشر- جامعة السلطان قابوس- كلية الآداب والعلوم الاجتماعية- قسم الجغرافيا


  

      جامعة السلطان قابوس
  كلية الآداب والعلوم الاجتماعية
         قسم الجغرافيا
Sultan Qaboos University    
College of Arts & Social Sciences
Geography Department    

 بسم الله الرحمن الرحيم                    

شبكة الطرق في إقليم منطقة الباطنة بسلطنة عمان
"دراسة تحليلية باستخدام نظم المعلومات الجغرافية"
The road network in the territory of the Batinah region in Oman
"An analytical study using geographic information system"
  
إعداد
د. محمود محمد جمال بشر
أستاذ مساعد الجغرافيا الاقتصادية والخرائط
قسم الجغرافيا –  كلية الآداب
جامعة السلطان قابوس – وجامعة الإسكندرية
2010
E-mail: mbishr@squ.edu.om
   
مقدمة:
    إذا كانت البيئة قد أسهمت في توزيع الموارد الطبيعية بالأقاليم المختلفة فإن مدى إمكانية شق طرق النقل وتكلفتها وكفاءتها تحدد مستوى استغلال هذه الموارد واقتصاديات عملية الإنتاج ، فالنقل عملية متممة للإنتاج حيث يوجد المنفعة المكانية للمنتجات في الوقت المناسب بنقلها من أقاليم إنتاجها إلي الأقاليم التي تحتاج إليها، وعلي ذلك لا تتكامل عملية إنتاج السلع والمنتجات إلا بنقلها إلي أسواق التصريف. (الزوكه،جغرافية النقل،2005،ص21)
    لسهولة النقل وانخفاض تكلفته أثر مباشر في حدوث نوع من الارتباط بين المحلات العمرانية، وليس هناك مجال للشك في أن تطور وسائل النقل وكثافة شبكاتها يسهم بشكل فعال في تزايد هذا الترابط. (صلاح الشامي،النقل دراسة جغرافية،1976م)                                        
    تعد دراسة الطرق البرية بمنطقة الباطنة ذات أهمية لما لها من دور فعال في تنميتها الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية، وربطها بمناطق ومحافظات السلطنة ، وتنوع استخدام الأرض علي جوانبها سواءً الساحلية أو الداخلية ، كما أنها تعد أحد المعايير الرئيسية للحكم علي مدي التطور الذي شهدته منطقة الباطنة بخاصة وباقي مناطق والسلطنة بوجه عام، وفي هذا الصدد نشير إلي أن الوضع الاقتصادي والسكاني حتى بداية السبعينات لم يكن يتطلب أو يسمح بوجود شبكة طرق برية متطورة في السلطنة، فعدد السكان طبقاً لأعلي التقديرات بلغ 600 ألف نسمة تقريباً في عام 1970م، ويتصف المستوي المعيشي بالانخفاض ومن ثم كانت احتياجاتهم قليلة وتنقلاتهم محدودة ، وبعد تولي جلالة السلطان قابوس مقاليد الحكم بدأ عصر النهضة بوضع خطط تنموية خمسيه وبدأت مرحلة تغيير جزري في اقتصاديات السلطنة – وذلك مما لاشك فيه نتيجة لتزايد عائدات النفط الذي تصاعد إنتاجه عاما بعد عام – فوضعت الأسس الأولي للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والتي تمثلت في الصحة والتعليم والزراعة والصناعة والتعدين مما تطلب أيضاً إقامة شبكة قوية من الطرق تتحمل الحركة المتزايدة بين المناطق المختلفة في السلطنة .
مشكلة البحث
   تعد دراسة خصائص شبكة الطرق البرية وتحليلها ورفع مستوى كفاءة الحركة عليها مطلباً أساسياً ، فلذلك انطلاقاً من هذا المفهوم فإن المشكلات المتعلقة بدراستها تأخذ أشكالا عدة يمكن سردها في عدة نقاط منها: تعدد جهات الإشراف وتمثلها وزارة النقل والمواصلات وأيضا هيئة الطرق والاتصالات ، وكذلك وزارة البترول ، والإدارة العامة للمرور والتي تهتم بالعملية الرقابية ووضع اللوائح والقوانين للحركة المرورية ، إلي جانب أن هناك استكمال للبنية التحتية في إنشاء وتعديل مسارات في إقليم الدراسة ووضع قاعدة بيانات لتوصيف الطرق مبني علي نظم المعلومات الجغرافية مما أدي إلي صعوبة دراسته وتحليل شبكته .
أسباب اختيار منطقة البحث
-       تمثل منطقة الباطنة نموذجاً ناجحاً لربط مناطقها بمحافظات السلطنة إلي جانب أنها معبر رئيسي لدولة الإمارات العربية المتحدة والتي تربطها بطرق برية حديثة.
-       قلة عدد العقد Nods والتي ترتبط بوصلاتها رغم استطالة وحجم مساحة منطقة الدراسة
-       تفرد الطرق بالمنطقة بمجموعة من المشكلات والتي تأتي في مقدمتها تقاطعها بمسارات العديد من الأودية الجافة، والارتفاعات السطحية.
-       تردد الباحث علي المنطقة في الدراسات الميدانية الحقلية علي مدار عدة سنوات والسير علي طرقها ومشاهدة وتصوير وتسجيل العديد من البيانات التي أفادت الدراسة.
الهدف من البحث وتساؤلاته
-        تحليل وتفسير نمط الصورة التوزيعية للطرق، وضوابط هذا التوزيع، وعلاقتها بالسكان والمساحة الكلية المستغلة ، وذلك من اجل تحديد أفضل تصور لتحليلها.
-        دراسة العلاقة بين مواقع العقد وأنماطها النقلية ، وكذلك توضيح أهميتها التطبيقية ، لتساعد علي تفهم أعمق لمدي كفاءتها والكشف عن الأبعاد الممكنة لاستخدامها .
-        تقديم رؤية للمهتمين بالطرق البرية بمنطقة الدراسة لتنميتها ورفع مستوي خدماتها لتحسين حركة المرور والتواصل والاتصال بين ولاياتها المختلفة.
وتحاول الدراسة انطلاقا من هذه الأهداف الإجابة علي التساؤلات التالية
·     ما هي مشكلات الطرق وكيف يمكن أن تؤثر في ظهور مشكلات سكانية واقتصادية وعمرانية.
·     ما هي خصائص الطرق البرية التي تتميز بها منطقة الباطنة .
·     المقترحات والتوصيات التي يمكن أن تسهم في الحد من مشكلات الطرق والمرور عليها وسهولة الوصول والاتصال بينها برؤية جغرافية.

مصادر البحث
أ‌-               مصادر البيانات: اعتمدت الدراسة علي مجموعة من المصادر يمكن تقسيمها إلي:
1-           المصادر الأولية: مصادر إحصائية عن حجم السكان ومساحة المناطق الإدارية، وأطوال الطرق وفترة إنشائها من خلال التقارير الحكومية والتعداد والنشرات والرسائل والبحوث العلمية.
2-           الخرائط والمرئيات الفضائية: أطلس وزارة الاقتصاد الوطني ، خرائط الهيئة الوطنية للمساحة ، وزارة النقل والاتصالات، الهيئة العامة للطرق والاتصالات.
3-           الدراسة الميدانية: أسلوب الزيارات والمشاهدات، واستمارة الاستبيان.
منهج وأسلوب البحث وخطته
اعتمدت الدراسة علي المنهج الوصفي التحليلي، للوقوف علي مدي ترابط الشبكة بهدف الكشف عن العلاقات المكانية بين الظواهر المختلفة داخل الإقليم وما جاوره .
وقد استخدم الباحث عدداً من الأساليب الكمية في مواضع متعددة لمعالجة البيانات مثل برنامج SPSS Vr17 وبرنامج إكسل من مجموعة أوفيس 2007 ، إلي جانب تطبيقات الخرائط علي برنامج Arc Map 9.2  لنظم المعلومات الجغرافية والذي أمكن الباحث من التعامل مع كافة المتغيرات علي الخرائط الرقمية وتحليلها واستخراج العديد منها بعد معالجتها.
يشمل البحث  ثلاثة أجزاء رئيسية: يناقش الجزء الأول التوزيع الجغرافي للطرق والعلاقة بين الطرق ومساحة المنطقة والسكان ، ويركز الجزء الثاني علي التحليل الكمي من خلال دراسة العقد النقلية الحضرية Urban Transportation on contract ، ومؤشر الترابط، ومؤشر الانعطاف، ودرجة المركزية Degree of Centralization  ، وإمكانية الوصول حسب المتغيرات المختلفة ، والجزء الثالث يستعرض أهم المشكلات وإمكانات تنميتها.
التحليل الجغرافي لبعض الخصائص المكانية لمنطقة الباطنة
1-   الموقع:
   تتمتع منطقة الباطنة بموقع جيد حيث تمثل حلقة الاتصال بينها وبين دولة الإمارات العربية المتحدة من ناحية، وبين محافظة مسندم من ناحية أخرى والتي تقع في أقصي الشمال الغربي لحدود السلطنة، وكذلك ترابطها بباقي الأقاليم حيث تحدها من الجنوب الشرقي محافظة مسقط العاصمة والمنطقة الإدارية الرئيسية والمنطقة الداخلية وإلي الغرب منطقة الظاهرة ومحافظة البريمي، أما الجهة الشرقية فيشرف إقليم الباطنة علي السهل الساحلي المنبسط والغني بموارده الزراعية لمسافة تصل إلي 225 كم تقريباً قبالة بحر عمان، وتطل المنطقة بامتدادها من الجنوب الشرقي إلي الشمال الغربي علي سلسلة جبال حجر التي تنحدر منها العديد من الأودية لتغذي المنطقة بكميات كبيرة من الأمطار التي تملئ وديانها في فصل الصيف نتيجة لهبوب الرياح الموسمية الشمالية الشرقية.
وتنحصر هذه المنطقة تقريبا بين دائرتي عرض 32 َ  23 ْ ،  52 َ  24 ْ شمالاً وخطي طول 30 َ  56 ْ ، 30 َ  58 ْ شرقًا، ويمثل السهل المنطقة المحصورة بين سلسة جبال الحجر الغربي الواقعة غربه وبحر عمان الواقع للشرق منه بمتوسط عرض 24كم تقريباً.

  يتكون سهل الباطنة من مجموعة المراوح الفيضية Alluvial fans المتداخلة والمتشابكة المنحدرة من جبال الحجر الغربي وما ترسبه الأودية من حصى ورمال خشنة تتدرج إلى ناعمة باتجاه الساحل، ويمثل السهل أحد المناطق الرئيسة للتركز السكاني في السلطنة، وينتشر فيه عدد من المدن أهمها – من الشمال إلى الجنوب - شناص، لوى، صحار، صحم، الخابورة، السويق، المصنعة، بركاء. أما فيما يتعلق بالولايات الواقعة ضمن السلسلة الجبلية في منطقة الباطنة فهي تضم كلا من : الرستاق، العوابي، نخل، وادي المعاول. شكل رقم (1)
=============
لتحميل الملف كاملاً:
حمل من هنا

ليست هناك تعليقات:

اضف تعليقك