التحليل المكاني للمناطق المهددة بالسيول في شمالي مدينة الرياض باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية- د. إياد بن حكم فضة


ملخص
تتعرض المملكة العربية السعودية كغيرها من دول العالم لمخاطر طبيعية مختلفة، كالسيول والفيضانات، وقد تعرضت مناطق عديدة في مدينة الرياض في العام 1416هـ والعام 1431هـ لأمطار غزيرة أدت إلى ارتفاع منسوب المياه في الشوارع والطرقات والى تعطيل حركة المرور. وحيث أنه من المستحيل دفع مخاطر السيول والفيضانات أو منع حدوثها، ولكن بالإمكان العمل على الحد من تأثيراتها والتقليل من خسائرها التي تنجم عنها، وذلك بعمل الخرائط التي تحدد المواقع المهددة وإجراء الدراسات والبحوث التي تحسن من عمل شبكات الرصد ونظم الإنذار المبكر وإنشاء قواعد للمعلومات. وقد تم في هذه الدراسة تحديد مجاري الأودية لمناطق السيول والفيضانات بدقة وعلى وجه الخصوص في المناطق القابلة للتمدد العمراني والنمو السكاني. وتم التحليل المكاني للمناطق المهددة  بالسيول في شمال مدينة الرياض باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية، من اجل بناء قاعدة معلومات مكانية، للاستفادة في  تحليل تضاريس سطح الأرض عن طريق تحليل نموذج المناسيب الرقمي (Digital Elevation Model (DEM وذلك لتحليل الانحدار وتحليل اتجاه الانحدار وتحليل مائية السطح. كما تم القيام بعمليات التحليل المكاني وإنتاج الخرائط الموضوعية لتحديد المناطق السكنية والعمرانية والطرق المهددة بمخاطر السيول والفيضانات في شمال مدينة الرياض. ونتج عن الدراسة تحديد المواقع الخطرة على الأودية والشعاب ذات التأثير المباشر على منطقة الدراسة. وأظهرت الدراسة أن اتجاه النمو السكني الجديد هو باتجاه الشمال، كما انه تم إزالة بعض الأودية وتم تطوير أجزاء من المنطقة السكنية في مجاري تلك الأودية.

الكلمات الدالة: السيول، الفيضانات، الاستشعار عن بعد، نظم المعلومات الجغرافية، التحليل المكاني، الخرائط الموضوعية



1-    مقدمة

 إن ما تشهده المملكة العربية السعودية من تسارع في مختلف جوانب التنمية الاقتصادية والصناعية والاجتماعية والعمرانية يوجب على صناع القرار النظر في واقع البنية التحتية الأساسية لهذه الخدمات المقدمة والمخاطر التي قد تتعرض لها لاسيما مخاطر السيول والفيضانات. حيث أنه من المستحيل دفع مخاطر السيول والفيضانات أو منع حدوثها، ولكن بالإمكان العمل على الحد من تأثيراتها والتقليل من خسائرها التي تنجم عنها، وذلك بتحديد المواقع المهددة بها ووضع الخرائط المناسبة لها، وإجراء الدراسات والبحوث التي تحسن من عمل شبكات الرصد ونظم الإنذار المبكر وإنشاء قواعد للمعلومات. لذا يتطلب إجراء الدراسات والبحوث التطبيقية التي من شأنها التنبؤ بحدوثها قبل وقوعها لتخفيف أضرارها وحماية الأرواح والممتلكات منها. كما تكرر حدوث السيول والفيضانات في مدينة الرياض. حيث تعرضت لأمطار غزيرة جدا في 3/11/ 1416هـ الموافق 22/3/ 1996م مقدارها 102ملم، وفي 4/11/ 1416هـ الموافق 23/3/ 1996م مقدارها 143 ملم. وقد أدت هذه الأمطار إلى تهدم بعض المباني القديمة في وسط المدينة، وارتفاع منسوب المياه في الشوارع والطرقات، وتعطل حركة المرور. (الأحيدب، 2008م). وقد كان هناك زيادة في سقوط الأمطار في يوم الاثنين الموافق 19/5/ 1431هـ،  بلغت كمية الأمطار في الرياض 57 ملم. وقد أدت إلى سيل الأودية وبعض الفيضانات نتج عنها تدمير لبعض الطرق وتحطيم بعض السيارات وتعطيل حركة السير وتعليق الدراسة، وقد حاصرت مياه الأمطار بعض المنازل نظرا لعدم وجود أنظمة تصريف لمياه الأمطار والسيول بقدر كافي وفعال في منطقة الدراسة لتصريف كميات المطر التي سقطت حيث احتجز عدد من المواطنين والمقيمين في منازلهم. ونتيجة إلى تكررت السيول في منطقة شمالي مدينة الرياض كان لابد من تحديد دقيق لمجاري الأودية لشمالي مدينة الرياض حيث انها قابله للتمدد العمراني والنمو السكاني. إن الدراسات والتخطيط المسبق لمناطق النمو والتوسع العمراني تعتبر ذات أهمية كبيرة لدرء المخاطر والتقليل من أثرها في حال حدوثها خاصة ي ظل غياب الصرف الصحي ومشاريع تصريف مياه السيول. تتناول هذه الدراسة التحليل المكاني للمناطق المهددة بالسيول والفيضانات في شمالي مدينة الرياض لمساعدة المخططين في التخطيط العمراني لتفادي المخاطر الناجمة عن تدفق مياه السيول والفيضانات في المناطق القابلة للنمو العمراني فيها. تم في هذه الدراسة هو التحليل المكاني للمناطق المهددة بالسيول والفيضانات في شمال مدينة الرياض باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية، وتبرز أهمية هذه الدراسة كونها دراسة تطبيقية في أجريت باستخدام التقنيات الحديثة لبناء نظام معلوماتي مكاني، يمكن من خلاله القيام بعمليات التحليل وإنتاج الخرائط الموضوعية لتحديد المواقع السكنية والعمرانية المهددة بمخاطر السيول والفيضانات. وقد تم اختيار التحليل المكاني للمناطق المهددة بالسيول والفيضانات من اجل دراستها في شمالي مدينة الرياض والتي تنمو فيها المناطق السكنية والتجارية والخدمات، ويوجد في منطقة الدراسة عدد من المراكز التجارية والصحية مثل مستشفى المملكة والمستشفى السعودي الألماني وحاليا تحت الإنشاء المستشفى العسكري، ويوجد بها مركز الملك عبد الله المالي وجامعة الأميرة نوره وجامعة الإمام محمد بن سعود وعدد من مدارس وزارة التربية والتعليم وتقع بجوار مطار الملك خالد الدولي، مما يعطيها قيمة اقتصادية. وتشمل خمسة عشر حيا سكنيا. وأعتمدت هذه الدراسة على منهجية علم نظم المعلومات الجغرافية (GIS) وعلم الاستشعار عن بعد (RS)، وأسلوبهما في التحليل والنمذجة للمخاطر الطبيعية والمناطق المهددة بالسيول والفيضانات ، وهذه من أهم الأساليب البحثية حالياً. حيث تم تحديد منطقة الدراسة بالصور الفضائية ومن ثم تم استخلاص المعلومات بعد إجراء عمليات تحسين الصور بالمعالجة الرقمية حتى تكون المعلومات المستخلصة دقيقة وواضحة. أما نظم المعلومات الجغرافية فهي البيئة التي يتم فيها النمذجة والتحليل والإخراج النهائي للخرائط المطلوبة آو اللازمة للتحليل والتقييم. ويعتبر استخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية أداة فعالة ومن أهم الوسائل والتقنيات الحديثة للتحليل المكاني للمخاطر الطبيعية والتي يمكن أن يستفاد منها في تخطيط المدن.
===================
لتحميل البحث كاملاً: 

حمل من هنا

ليست هناك تعليقات:

اضف تعليقك